منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 12 - 2016, 06:13 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,257

لننظر بذهن مستنير

لننظر بذهن مستنير


نرى اليوم أن كثيرين يفسرون الكتب المقدسة ويشرحون دقة الإيمان ويخطون التعاليم في كل مكان ويتأملون في كلمة الله، ولكنهم بعدم استنارة يضعون أفكار تُشابه النور ويظنون أنهم وصلوا لقمة المعرفة واكتشاف الحقيقة الدامغة، وبسبب تعاليمهم وإرشاداتهم يتعثر الكثيرين في الطريق بسبب عدم الإفراز والتمييز، لأنه يوجد طرق تظهر مستقيمة لكن عواقبها السقوط تحت وطأة عدم الفهم باستناره حقيقية لأن كلمة الله هي كلمة استعلان للنور الحقيقي: لأن الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح (2كورنثوس 4: 6)، وفعلها – من جهة الخبرة في حياتنا العملية – قوة قيامة وحياة : قال لها يسوع أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا (يوحنا 11: 25)، وعلامة قوة قيامة يسوع فينا هي: فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله (كولوسي 3: 1)
يا إخوتي انتبهوا أرجوكم لأنه ينبغي علينا أن نستوعب سرّ كلمة الله على مستوى الخبرة في حياتنا العملية، لا بأفكارنا وما توصلنا إليه حسب ظننا وفكرنا، لأن كثيراً للأسف لا ندرك عمق اتساع كلمة الله، ويظن البعض أن الكتاب المقدس بمجرد فحصه والتأمل فيه وربط الآيات مع بعضها البعض ومعرفة معاني أصلها اللغوي (وغالباً كثيرين يربطون الآيات ويستنتجون معاني بعيداً عن النص التي أتت فيه تماماً وتعتبر غريبة عن القصد المعلن فيها)، فيضعون التعاليم في ظن يقيني عندهم أنهم عرفوا الحق والتعليم السليم الذي يبني النفس، مع أن بهذه التعاليم المشوشة لا يدخل إنسان في دائرة قوة قيامة يسوع لتسري حياة الله فيه ويدخل في مجال النور الإلهي المُعلن في الكلمة، ومن هنا لا يقدر أن يستفيد من الكلمة شيئاً غير مجرد معلومات وفكر مشوش يخطه للناس أو يحفظه !!!
فلنا أن نعلم يقيناً أن كلمة الله ليست كلمة بشر تحمل فكر أو مجموعة من العقائد المجردة أو فلسفة عقلية أو جدلية، ولا حتى تعاليم دون تمييز ولا إفراز، ولا مجرد ظنون ولا التخيلات التي يظن البعض انها تأمل، بل كلمة الله هي الله بشخصه، الله المستعلن كحياة تتدفق من الكلمة لقلب الإنسان، لأن حينما نقترب من كلمة الله بإيمان حي بشخص اللوغوس اي المسيح الرب ذاته يحدث فوراً استنارة فينكشف للقلب سر الكلمة وتدفق قوة حياة الله للقلب، فيختبر ويتذوق روح قيامة يسوع، فيدخل في سرّ حرية مجد أولاد الله والعتق من سلطان الخطية وفساد الموت: لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية والموت (رومية 8: 2)
اليوم يا إخوتي أكتب إليكم هذا لنعي الكلمة وفعلها الواقعي في حياتنا العملية، وندخل لسر الكلمة باشتياق عظيم لننال قوة حياة يسوع التي فيها، لأن الكلمة هي شخص المسيح الرب ذاته وتحمل حياته، لكي كل من يجلس عندها - بإخلاص دون أن يضع فكره أو تأملاته فيها - يتشرب من حياة يسوع ويدخل في مجال النور، لأن وجه الرب يُشرق على النفس فتستنير، وبدورها تعكس جمال المحبوب أمام الجميع كشهادة حياة، تجعل الكل يشتاق لنفس ذات الحياة ليدخل فيها وتنعكس عليه ويعيش متغيراً كل يوم لتلك الصورة عينها كما قال الرسول: ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح (2كورنثوس 3: 18)
+++ فطوبى للإنسان الذي في ناموس الرب مسرته، وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً، لأن من يجلس عند ينبوع الكتاب المقدس مرتوياً من مياهه المتدفقة المنسابة من الله على الدوام، يتقبل في نفسه ندى الروح القدس، فيرتفع للعلو الحلو الذي للقديسين فينطق تسبيحاً وتهليلاً مشتاقاً أن ينطلق ليكون مع المسيح لأن ذلك أفضل عنده جداً.
فلننتبه يا إخوتي بكل قلبنا، فأن قراءة كلمة الله وحدها والتأمل الفكري فيها لا يكفي أبداً للوصول لروح الحياة ونوال قوة القيامة، بل ينبغي أن تقودنا قراءة الكلمة إلى شخص المسيح كلمة الله المتجسد، لنتواجه معه ونطرح اثقالنا عنده، ونتوب ونرفع قلبنا إليه ونصغي لصوته، بغرض أن تكون لنا شركة معه لننال حياته ونتشرب من روحه وندخل في حياة البنوة لله فيه لنصرخ - بتلقائية دون تصنع - بالروح القدس لله الآب قائلين أبانا.
+++ فأن لم ننال قوة الحياة من كلمة الله، فلنا أن نعلم يقيناً أننا لا زلنا لم ندخل بعد في سرّ الكلمة واقعياً، ولا زلنا نقرأ كجسديين لا نستطيع أن ندخل للحضرة الإلهية.
فلنعطي لكلمة الله الفرصة (دون أن نتدخل ونفرض فكرنا ورأينا عليها) لتدخل قلوبنا وتُثمر فينا حياة، وتشرق فينا نور، ولكي ندخل في سرها، علينا أولاً أن نفهم طبيعتها كما أوضحنا ونؤمن بسرّ الحياة الذي فيها، ونقرع بابها بصلاة دائمة منتظرين أن يُنير الله ذهننا بإشراق وجه يسوع على قلوبنا، ليعطينا ذهن مستنير بنوره لأنه مكتوب: لأن عندك ينبوع الحياة، بنورك نرى نوراً (مزمور 36: 9).
فبدون إشراق نور الله على القلب يستحيل معاينة نور الكلمة، لأن كلمة الله تخص الله وحده، وإشراق الحياة فيها هي إشراقه نور وجه الله، ومن منا يقدر أن يستحضر نور الله بقدرته أوبافكاره ومعرفته حتى يضع قصد الله - أمام نفسه وامام الآخرين - بتأملاته دون أن يصغي إليه ويعرف ماذا يُريد.
إذاً فلندخل لكلمة الله بتوبة وتقوى، بوقار وإيمان ورجاء حي منتظرين عطية الله طالبين أن نتشرب من كلمته لتصير فينا حياة لنحيا به ونتحرك ونوجد.
وهبنا الله إشراق نور وجه علينا لنعاين نوره الحقيقي في كلمته، لنصير نحن أيضاً نور يُظهر نوره أمام العالم كله، ولنبتعد عن الأعشاب الضارة والغريبة والأفكار السمجة والسخيفة التي تضلنا عن الحق المعلن في ملء الزمان، وتجعلنا ندخل في طريق شبه إلهي ونظن اننا نسير حسناً وباستقامه، لأن كل من يظن انه شيئاً وهو لم ينل (من الله) حتى اللبن العقلي العديم الغش فهو يخدع نفسه، فلنجلس إذن في مخداعنا طالبين من الله عطية التمييز والإفراز لكي لا ننخدع من أنفسنا ولا نسير وفق اي تعليم غريب عن روح شخص ربنا يسوع آمين
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أستنير بك يا شمس البرّ
نورك يضيء على ضعفي حتى أستنير بكَ
أُصلي بذهن نقي
خليك مستنير من الداخل
"من يصلى بذهن حاضر وفكر مجموع يذل فخر الشياطين،


الساعة الآن 12:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024