فاخرجي على آثار العنم
"فاخرجي على آثار الغنم"
"إن لم تعرفي.." عبارة يرددها العريس للعروس في صيغة التوبيخ اللطيف لأنها كانت يجب أن تعرف أين يرعى وأين يُربض وقت الظهيرة!!
"فاخرجي على آثار الغنم".. يقول رب المجد "إن دخل بي أحد فيخلص. ويدخل ويخرج ويجد مرعى" (يو 10: 9).. فلا يكفي أن ندخل فقط إلى حجاله ومراعيه حيث التمتع بالحبيب وحيث الشبع والأمن والسلام، لكن علينا أن نخرج للجهاد "فلنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا" (عب 12: 1).. قد يكون الخروج مؤلما لأنه يحرم من اللذة والمتعة الروحية، لكن يكفينا أن الرب خرج سابقًا لنا أولًا، فقد سار كالشاهد الأمين في طريق الآلام تاركًا لنا مثالًا لكي نتبع خطواته "فلنخرج إذًا إليه خارج المحلة حاملين عاره" (عب 13: 13).
"على آثار الغنم".. ماذا يعني بآثار الغنم؟ إن هذه تشير إلى الآباء القديسين السابقين والمجاهدين الذين ما زالوا يسيرون مسيرة الجهاد.. هكذا يدعونا الرسول "اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. أنظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم" (عب 13: 7).. "كونوا متمثلين بي كما أنا أيضًا بالمسيح" (1كو 11: 1).. "وأنتم صرتم متمثلين بنا وبالرب" (1تي 1: 6).. "كونوا متمثلين بي معًا أيها الأخوة ولاحظوا الذين يسيرون هكذا كما نحن عندكم قدوة" (في 3: 17). وتبارك إلهنا المبارك الذي ترك لنا آثار الغنم حية باقية في كتابات الآباء القديسين وسيرهم وجهادهم وأعمالهم.
ولعل هذا يوضح لنا قيمة وأهمية الكنائس القديمة التي اتبعت التقليد القديم متمسكة بتراث الآباء "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (أف 2: 20).