رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وأَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرضِ الطَّيِبَة، فهُو الَّذي يَسمَعُ الكَلِمة ويَفهَمُها فيُثمِرُ ويُعطي بَعضُه مِائة، وبَعْضُه سِتِّين، وبَعضُه ثلاثين. تشير عبارة " وأَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرضِ الطَّيِبَة " إلى الصنف الرابع من النَّاس، وهم الذين سمعوا كَلِمة الله وقبلوها في قلوبهم قولاً وفعلاً. فالأرض الطَّيِبَة التي تلقت البذرة وجعلتها تنمو ترمز إلى الإيمان. أمَّا عبارة " يَسمَعُ " فتشير إلى عمل الأُذن، وأمَّا عبارة " يَفهَمُها " فتشير إلى عمل القلب الذي لا يكتفي بالعواطف والأقوال، بل يؤمن بها ويعمل بها كما أوضح يسوع بقوله: " فمَثَلُ مَن يَسمَعُ كَلامي هذا فيَعمَلُ به كَمَثَلِ رَجُلٍ عاقِلٍ بَنى بيتَه على الصَّخْر"(متى 7: 24). أمَّا عبارة "يُثمِرُ" فتشير إلى الذين يفتحون قلوبهم على سرِّ المَلكوت الذي يُعلن في الكَلِمة فيحملون ثمرًا. لكن هذه الكَلِمة تبقى غير مفهومة للذين ينغلقون عليها ولا ينزلون إلى أعماق نفوسهم حيث يتوجّه إليهم نداء الله الُمُعلن في وضح النهار خلال الكرازة الفصيحة (متى 13: 3). أمَّا عبارة "فيُثمِرُ" فتشير إلى نتيجة سمع كَلِمة الله وإدراكها وطاعتهم إيَّاها والعمل بها وَفقا لقول يسوع " أَنا اختَرتُكم وأَقمتُكُم لِتَذهَبوا فَتُثمِروا ويَبْقى ثَمَرُكم" (يوحنا 15: 16)؛ أمَّا عبارة "ويُعطي بَعضُه مِائة، وبَعْضُه سِتِّين، وبَعضُه ثلاثين" فتشير إلى نمو حياة جديدة يختلف نموها نظرًا إلى الأمانة والغيرة وممارسة الصلاة. ونجد تناقص في المقادير التي تدل على تضاؤل حماس الكنيسة بعد أن ابتعدت عن يسوع في الزَّمن، كما تنبَّنا هو "يَزْدادُ الإِثْم، فتَفتُرُ المَحَبَّةُ في أَكثرِ النَّاس" (متى 24: 12). |
|