إن للأذن قدرة عجيبة، فقد يكون الصوت واضحًا، لكن لأن الانتباه مُتحوّل إلى شيء آخر، لا نسمع شيئًا. فسمعنا معتمد تمامًا على الإرادة. فإذا كان في حجرة أشخاص كثيرون يتكلَّمون في وقت واحد، ففي استطاعتنا توجيه آذاننا إلى مُتكلِّم مُعيَّن، وساعتها لا نسمع أحدًا من الباقين. وهكذا اليوم، توجد آلاف من الأصوات في هذا العالم، لا تنقطع عن الصياح، لكن بينهم واحدًا فقط هو الذي يقول: «إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي» ( رؤ 3: 20 ). وما أقل الذي يستمعون لهذا الصوت. بينما ما أسرع الاستماع لدعوة العمل والربح، لمسرات العالم ومتعه. لكن ذاك الذي يدعو للحق، لا يُستمع إليه! ومن أسف أن تاريخ إسرائيل المُحزِن يتكرَّر مرة ثانية في هذه الأيام.