طلب المغفرة
“واغفر لنا ذنوبنا، كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا”
(مت6: 12).
تكلّمنا عن طلب المغفرة فى الصلاة، انطلاقاً من شعور الإنسان بضعفه وخطاياه واحتياجه للمغفرة.
إن من يقرع صدره طالباً المغفرة فى توبة وانسحاق مثل العشار، هو الذى تُقبل صلاته أمام الرب.. أما المتعالى الذى يفخر بأنه قد ضمن الخلاص، وأنه قد داس على الشيطان تحت الأقدام (مثلما يفعل الخمسينيون وأصحاب بدعة الخلاص فى لحظة وأمثالهم)، فإن صلاته لا تكون مقبولة أمام الرب. بل تتخلى عنه النعمة بغروره، ويكون عُرضة للسقوط فى أية لحظة. بل بالفعل يكون بعيداً عن ملكوت الله، لأن “يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة” (يع4: 6).
هكذا عاش الآباء القديسون يبكون وينوحون على خطاياهم، ويتسابقون فى طلب المغفرة والرحمة، بالرغم من حياة السمو والقداسة التى عاشوا فيها.
بل إنهم كلما اقتربوا من الله أكثر، كلما شعروا بضعفاتهم وتقصيرات محبتهم، وزادوا انسحاقاً وطلباً للمغفرة. وكان ذلك دافعاً لهم للتزايد فى حياة “القداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب” (عب12: 14).