1) يقول الآب عن المسيح المخلّص
(هوذا فتاي الذي اخترته، حبيبي الذي سُرَّت به نفسي)،
إشارة لتجسده، وكونه كان طفلًا ثم فتى ثم رجلًا. فإن كان الآب قد اختار ابنه الوحيد ليتمّم الخلاص، معلنًا كمال الحب الإلهي فإنّنا إذ ندخل فيه وننعم بالعضويّة في جسده نصير نحن أيضًا مختارين من الآب موضع حبّه وسروره! يقول الرسول بولس (مبارك الله أبو ربّنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحيّة في السماويّات في المسيح، كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم، لنكون قدّيسين وبلا لوم قدّامه في المحبّة، إذ سبق فعيَّننا للتبنّي بيسوع المسيح لنفسه، حسب مسرَّة مشيئته).
2) إن كان الآب يدعو ابنه الوحيد: (حبيبي الذي سُرَّت به نفسي). فإن كل من يجد له موضعًا في الابن يسمع هذه الكلمات الإلهيّة موجّهة إليه شخصيًا، ويُحسب حبيب الله.
3) (لا يصيح)= كما يفعل المحاربون في الحروب، ولا يصيح لينتهر ويدين ويزجر. (لا يسمع أحد في الشوارع صوته)= لفرط تواضعه ووداعته.
4) (قصبة مرضوضة لا يقصف)= الخاطئ المنسحق تحت خطاياه يشجعه. (فتيلة مدخنة لا يطفئ)= من له شرارة من نار النعمة يضرمها المسيح.
5) يقول: (أضع روحي عليه فيُخبر الأمم بالحق). من هو روح الآب إلا روح الابن؟ لقد أرسل الآب روحه القدّوس على القدّيسة مريم ليهيّئ عمليّة التجسّد الإلهي، وأرسل روحه القدوس ليصعد به إلى الجبل، ليدخل في المعركة الحاسمة مع إبليس على جبل التجربة. إنه روح الابن الذي لن ينفصل قط عنه، هذا الذي منذ الأزل ينبثق من عند الآب ويستقر فيه! وها هو يقدّم لنا روحه القدّوس بعد أن تمّم الفداء وارتفع إلى يمين العظمة، حتى نحمل نحن رسالة المسيح نفسه (نُخبر الأمم بالحق). بالصليب أعلن السيّد بالحق، مقدّمًا كمال الحب الإلهي للبشريّة، دافعًا ثمن خطايانا حتى الفلس الأخير. بقيَ لنا أن نعمل بروحه لنشهد للحق الذي قدّمه الابن الوحيد لنا!