ماريان (قصة الام البطلة)

[walaa farouk]

يوم ما عرفت حالة بنتي سارة مكنتش متقبِّلة خالص، وأخدت وقت كبير عشان أتقبَّل.. قريت عن حالة زي كده بس متوقَّعتش إني أتحطّ فيها، بس لما اتحطِّيت فيها عملت كل اللي أقدر أعمله، ادِّيتها تنمية مهارات وفن تخاطب لحد ما ابتدت تتكلِّم وتعبَّر عن احتياجاتها. لكن طبعاً تعاملي على طول مع طفل، بيكبر في الجسم لكن مش بيكبر في العقل، لكن قبلتها زي ما هي في الآخر.

أخدّت كورس عشان أعرف يعني إيه "توحُّد" وإزاي أتعامل مع حالتها، ولفيت بيها على دكاترة مصر كلها عشان أتأكِّد إن اللي عندها ده "توحّد"، وفين وفين لغاية ما اتأكِّدنا إنه "توحُّد" وكمان في مرحلة متقدِّمة. بقت مؤخَّراً بتعبَّر عن احتياجاتها ومشاعرها، وبقيت أسمع منها كلمة "ماما"، بتتواصل معايا بعنيها حلو وبتجري عليَّ تحضنِّي، وبقيت مقدرش أستغنى عنها! بنتي!

رجعلي الأمل لمَّا اتعلِّمت السباحة، مكنتش مقتنعة إن نحطَّها في مدرسة عادية بعمرها العقلي ده، فحاولنا في السباحة والرياضة والمزيكا. وده ساعدها جداً عشان هي بتحبّ الأغاني والترانيم والنغمات، وبتروح القداس وبتتناول.... هدفي مكانش التعليم قد ما كان إنَّها تعتمد على نفسها. أخوها بيعشقها وبيمشي معايا خطوة خطوة وأنا مشاركاه في ده وإنه ميحسش إنها عبء عليه.

مقدرش أقول للناس اللي بتعدِّي بنفس الحالة متزعلوش، هتزعلوا وهتتصدموا وهترفضوا ده، لكن ربِّنا هو اللي بيشيل في الآخر! اقبلها زي ما هيَّ كده وحبَّها أوي..

بنتي سبب بركة كبيرة أوي، باحس إن ربِّنا بيبارك في صحتي وفي الفلوس وفي كل حاجة علشانها. مبتكتشفش الحاجات دي أول ما تعرف، وهتُحبَط شوية وهتُقع وتقوم وتُقع وتقوم بس هتحبّهم، هما حاجة مليانة نقاء فظيع بتتعامل معاه!