|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مرثاة على موآب: 31 مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أُوَلْوِلُ عَلَى مُوآبَ، وَعَلَى مُوآبَ كُلِّهِ أَصْرُخُ. يُؤَنُّ عَلَى رِجَالِ قِيرَ حَارِسَ. 32 أَبْكِي عَلَيْكِ بُكَاءَ يَعْزِيرَ، يَا جَفْنَةَ سَبْمَةَ. قَدْ عَبَرَتْ قُضْبَانُكِ الْبَحْرَ، وَصَلَتْ إِلَى بَحْرِ يَعْزِيرَ. وَقَعَ الْمُهْلِكُ عَلَى جَنَاكِ، وَعَلَى قِطَافِكِ. 33 وَنُزِعَ الْفَرَحُ وَالطَّرَبُ مِنَ الْبُسْتَانِ، وَمِنْ أَرْضِ مُوآبَ. وَقَدْ أُبْطِلَتِ الْخَمْرُ مِنَ الْمَعَاصِرِ. لاَ يُدَاسُ بِهُتَافٍ. جَلَبَةٌ لاَ هُتَافٌ. 34 قَدْ أَطْلَقُوا صَوْتَهُمْ مِنْ صُرَاخِ حَشْبُونَ إِلَى أَلْعَالَةَ إِلَى يَاهَصَ، مِنْ صُوغَرَ إِلَى حُورُونَايِمَ، كَعِجْلَةٍ ثُلاَثِيَّةٍ، لأَنَّ مِيَاهَ نِمْرِيمَ أَيْضًا تَصِيرُ خَرِبَةً. 35 وَأُبَطِّلُ مِنْ مُوآبَ، يَقُولُ الرَّبُّ، مَنْ يُصْعِدُ فِي مُرْتَفَعَةٍ، وَمَنْ يُبَخِّرُ لآلِهَتِهِ. 36 مِنْ أَجْلِ ذلِكَ يُصَوِّتُ قَلْبِي لِمُوآبَ كَنَايٍ، وَيُصَوِّتُ قَلْبِي لِرِجَالِ قِيرَ حَارِسَ كَنَايٍ، لأَنَّ الثَّرْوَةَ الَّتِي اكْتَسَبُوهَا قَدْ بَادَتْ. 37 لأَنَّ كُلَّ رَأْسٍ أَقْرَعُ، وَكُلَّ لِحْيَةٍ مَجْزُوزَةٌ، وَعَلَى كُلِّ الأَيَادِي خُمُوشٌ، وَعَلَى الأَحْقَاءِ مُسُوحٌ. 38 عَلَى كُلِّ سُطُوحِ مُوآبَ وَفِي شَوَارِعِهَا كُلِّهَا نَوْحٌ، لأَنِّي قَدْ حَطَمْتُ مُوآبَ كَإِنَاءٍ لاَ مَسَرَّةَ بِهِ، يَقُولُ الرَّبُّ. 39 يُوَلْوِلُونَ قَائِلِينَ: كَيْفَ نُقِضَتْ؟ كَيْفَ حَوَّلَتْ مُوآبُ قَفَاهَا بِخِزْيٍ؟ فَقَدْ صَارَتْ مُوآبُ ضُحْكَةً وَرُعْبًا لِكُلِّ مَنْ حَوَالَيْهَا. أ. يبدأ إرميا النبي بإعلان حبه للأمم مثل سيده الذي لا يُسر بموت الأشرار بل يرجعوا فيحيوا. فهو وإن كان يتنبأ على موآب بالخراب لكنه يولول عليه، ويصرخ من الخارج، كما يئن قلبه من الداخل، يبكي فتجري دموعه كمياه ينابيع غزيرة لا تتوقف. "من أجل ذلك أولول على موآب، وعلى موآب كله أصرخ. يُؤَّن على رجال قير حارس. أبكي عليك بكاء يعزير يا جفنة سبمة. قد عبرت قضبانك البحر وصلت إلى بحر يعزير" [31-32]. مثل إشعياء النبي لم يحتمل إرميا النبي أن يرى ما يحل بهذه المدن العظيمة، وكيف تحول شعبها إلى صراخٍ مستمرٍ، حتى صارت موآب ترتعد في داخلها: "نفسها ترتعد فيها" (إش 15: 4)، لذلك يقول "يصرخ قلبي من أجل موآب" (إش 15: 5). لا يقف شامتًا في الأعداء، إنما يشاركهم مرارتهم، مشتاقًا إلى رجوعهم عن عداوتهم وتمتعهم بالخلاص. هذه هي سمة رجال الله: الحب الداخلي الصادق والرغبة العميقة لخلاص حتى المقاومين لهم! * لو لم يكن شريرًا ما كان قد صار لكم عدوًا. إذن اشتهوا له الخير فينتهي شره، ولا يعود بعد عدوًا لكم. إنه عدوكم لا بسبب طبيعته البشرية وإنما بسبب خطيته! القديس أغسطينوس * لا تفيدنا الصلاة من أجل الأصدقاء بقدر ما تنفعنا لأجل الأعداء... فإن صلينا من أجل الأصدقاء لا نكون أفضل من العشارين، أما إن أحببنا أعداءنا وصلينا من أجلهم فنكون قد شابهنا الله في محبته للبشر. القديس يوحنا ذهبي الفم قير حارس [31]: اسم سامي معناه "سور" أو "مدينة ذات أسوار" تبعد حوالي أحد عشر ميلًا شرقي الجزء الجنوبي من البحر الميت. موضعها اليوم مدينة كرك في الأردن.يعزير: اسم عبري معناه "يعين"، وهي مدينة من جلعاد، أُعطيت لجاد ثم لعشيرة مراري من سبط لاوي (عد 21: 32؛ 32: 1). كانت في أيام داود الملك للحبرونيين (1 أي 26: 31)، وفي الأزمنة المتأخرة صارت لموآب. يرى يوسيفوس أنها تبعد حوالي عشرة أميال غربي رية عمون و15 ميلًا شرقي حسبان. ويظن البعض أنها خربة جزر جنوبي السلط قرب عين هزير على وادي شعيب. شبام: ومؤنثها "سبمة"، ويعني "بارد أو باردة"، صارت من نصيب رأوبين (يش 33: 19)، واستولى عليها بنو موآب. عرفت بكرومها (أش 16: 8-9، إر 48: 32). يرى القديس جيروم أنها تبعد حوالي نصف ميل من حشبون. حاليًا تُسمى الكبش بين حسبان ونبو، وتبعد ثلاثة أميال شمال شرق صياغة على وادي سلامة. ب. فقد موآب حقوله وبالتالي محاصيله، فتحولت جناتة إلى براري. "وقع المهلك على جناك وعلى قطافك. ونزع الفرح والطرب من البستان ومن أرض موآب" [32-33]. ج. اُنتزع الفرح من بساتينه، فحيث لا حصاد ولا ثمر لا يوجد فرح ولا طرب. "وقد أبطلت الخمر من المعاصر. لا يُداس بهتاف. جلبة لا هتاف" [33]. إن كان الخمر يشير إلى الفرح، فإنه لا يوجد عنب للحصاد، وبالتالي لا يخرج خمر من المعاصر، وإن وُجد العنب فلا توجد معاصر إذ هدمها العدو، وإن وُجدت المعاصر لا يوجد الرجال الذين يدوسون العنب لعصره... هكذا عوض هتاف الفرح والأغاني التي كان يتغنى بها الدائسون المعاصر، امتلأت البقاع بالجلبة والنوح. د. يشبه موآب بعجلة عمرها ثلاث سنوات اُخذ منها العجل رفيقها فتجري من موضعٍ إلى آخر بغير خطة، في حالة هيسترية. "قد أطلقوا صوتهم من صراخ حشبون إلى ألعالة إلى ياهص، من صوغر إلى حورونايم كعجلةٍ ثلاثيةٍ لأن مياه نمريم أيضًا تصير خربة" [34]. ألعالة [34]: اسم عبري معناه "الله صعد" أو "الله عال". أعاد بناءها سبط رأوبين، وقد سقطت في يد بني موآب (إش 15: 4، 16: 9، إر 48: 34). تبعد حوالي ميلين شمال حشبون، تُسمى حاليًا "العال"، تقع على تلٍ. صوغر: اسم سامي معناه "صِغَر"، وهي إحدى مدن الدائرة (تك 13: 10) واصغرها (تك 19: 20، 22). كان اسمها الأول بالع، لم تخرب هذه المدينة عند دمار سدوم واخواتها مدن الدائرة، لأن لوطًا صلى والتجأ إليها (تك 19: 20-30). ذكرها مع موآب يجعلنا نظن أنها كانت في الضفة الموآبية الشرقية من البحر الميت. لعلها كانت قريبة من خرائب القرية. ويُرجح أنها اليوم تحت مياه البحر. نمريم [43]: اسم سامي معناه "مياه صافية". وهي ينابيع في وادي نميرة في الساحل الجنوبي الشرقي للبحر الميت. ه. يستخدم موآب كل ما يعَّبر عن الحزن الشديد: قرع الرأس، جز اللحية، وتجريح الأيادي، ولبس المسوح على الأحقاء، ونوح علني على السطوح وفي الشوارع. "وأبطل من موآب يقول الرب من يصعد في مرتفعةٍ ومن يبخر لآلهته. من أجل ذلك يصوت قلبي لموآب كنايٍ، ويصوت قلبي لرجال قير حارس كنايٍ، لأن الثروة التي اكتسبوها قد بادت. لأن كل رأس أقرع، وكل لحية مجزوزة، وعلى كل الأيادي خموش، وعلى الأحقاء مسوح. على كل سطوح موآب وفي شوارعها كلها نوح" [35-38]. قرع الرأس يشير إلى المذلة، إذ اعتاد الغالبون أن يحلقوا شعر الذكور والإناث المسبيين علامة العبودية والقبح؛ وجز اللحية إشارة إلى مهانة الكهنوت وفقدان سلطانه الروحي وكرامته، والاتزار بالمسح علامة اليأس الشديد، أما البكاء حتى تصير الدموع كالسيل فمعناه فقدان الفرح الداخلي. هذه هي صورة النفس التي تعتزل إلهها ليسبيها العدو الشرير؛ تفقد حريتها وجمالها وسلطانه وكرامتها وفرحها، لتصير أشبه بأمة قبيحة ذليلة منكسرة، ولا تجد راحة لا في الأزقة ولا على السطوح (حيث يضع الوثنيون آلهتهم) ولا في الساحات؛ أينما وجدت لا تشعر بالراحة. و. يفقد موآب الثروة التي اكتسبها [36]، فإذ وقف شامتًا في يهوذا عند سبيه واستغل الأحداث، فدخل بأغنامه إلى أرض يهوذا وسلب ما استطاع سلبه، فقد ليس فقط ما سلبه ولكن كل ثروته. هكذا إذ يسلب الإنسان شيئًا يفقد حتى ما ناله بجهاده شرعيًا. ز. فقد قيمته في عينيْ الله فصار كأناء لا مسرة به. "لأني قد حطمت موآب كإناء لا مسرة به يقول الرب. يولولون قائلين: كيف نُقضت؟! كيف حولت موآب قفاها بخزيٍ فقد صارت موآب ضحكة ورعبًا لكل من حواليها" [38-39]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إرميا النبي | من أجل ذلك أولول على موآب |
إرميا النبي | إصلاح موآب |
إرميا النبي | هروب موآب |
إرميا النبي | خراب موآب |
إرميا النبي | نبوات ضد موآب |