رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بعد تفكير كثير استدعى الوالي أريانوس رجلا ساحرا اسمه الكسندروس، وهذا الساحر كان يدعي أن له تعاويذ عن الشمس والقمر والفلك وأنه يتحدث معها والشياطين تسمع له. فلما أتي أمام الوالي قال له: "أيها الساحر العظيم أنك تعرف إنني قد غلبت هذا الجنس الرديء الذي هو جنس النصارى، وقد قتلت كثيرين منهم ولم يغلبني سوى هذا الساحر ابسخيرون ولم أقدر عليه بأى نوع من أنواع العذاب أو العقاب وقد مات ولدى الحبيب بسحره ولا أعلم ماذا أفعل به." فقال له الساحر: "يا سيدي إن أطعتني فيما اعمله وسمعت مني فنحن نغلبه." فأمر الوالي أن كل ما يطلبه الكسندروس ينفذ فورا. فطلب الساحر أن يحضروا القديس ابسخيرون أمامه فجاءوا به وهو مكبل بالأغلال ، حينئذ أحضر الساحر تنينا عظيما وشقة اثنين وأخذ منه السم ووضعه في كأس، والتفت إلى القديس وقال له: "قد سمعت أنك ساحر عظيم ولا بأس في أن نجرب بعضنا بعضا." فأجاب القديس: "أنا لست ساحرا ولا خادما للشياطين بل أنا أعبد سيدي يسوع المسيح ملك الملوك ورب الأرباب." فقال له الساحر ساخرا: "خذ هذه الكأس وتناول ما فيه حتى أعلم إن كان لإلهك استطاعة أكثر من إلهي." فأجاب القديس: "أيها البائس هل تتجرأ أن تذكر اسم إلهي بفمك المملوء أثما وتجدف عليه بأعمالك الباطلة، ولكن إن كانت هذه أرادتك فتممها فسوف تعلم أنه ليس إلها إلا يسوع المسيح." وتناول القديس ابسخيرون من يده الكأس ورشم عليها علامة الصليب المقدس وشرب منها باسم الرب يسوع. فصرخ الساحر قائلاً: "يا عظيم الرؤساء الذي للجن أرني اليوم قوتك." ولم يتأثر القديس بالسم. أما الوالي أريانوس فازداد غضبه وكثر حنقه علي القديس ابسخيرون وأمر أن يسلخوا جلده وأن يطرحوه فوق المعصرة، ورفع القديس يده ورشم علامة الصليب عليها فلم يستطع الجنود أن يديروا اللولب. وقام الوالي بأكثر حقد علي القديس ابسخيرون وأعاد محاولة إلقائه في أتون النار بعد أن ملئوه بالزفت، ولكن الله الذي أنقذه في المرة الأولي جعل النار لا تمس جسده، وخرج منها معافى ولم تصبه بأذي، فثار الوالي وأمر أن يؤتي إليه بقضبان حديد محماة بالنار ويضعوها في عينيه وأذنيه ووسط هذه الآلام صاح القديس: "أيها الوالي إن كنت أعميت عيني الظاهرتين فإن لي عينين روحيتين أبصر بهما ولا تصل أنت إليهما، وليس مجد هذا العالم عندي بشئ." وفي تلك الساعة نزل رئيس الملائكة ميخائيل وبسط أجنحته علي عيني القديس، فابصر للوقت وانكشف وجهه وازداد الوالي حقدا ظانا أن هذا كله بقوة السحر. فقام أريانوس بعد فشل محاولاته فعاد إلى ملاطفة القديس أن يسجد لآلهة الملك وقدم له الصنم أبولون، أما القديس ابسخيرون فركل الصنم برجله فوقع وتحطم علي الأرض فاغتاظ الوالي وصرخ في وجه القديس قائلا: "ملعونة الساعة التى أتيت فيها." وازداد أسفه علي أبولون عظيم الآلهة واشتد غضبه وقال :"من الآن لا أعود أشفق عليك." فقام الوالي في غضب وأمر أن يقطع يد القديس ورجلاه لأنه ركل الصنم أبولون أما القديس ابسخيرون فتباعد عنه قليلا ووجهه نحو الشرق وسجد الرب ورفع صوته بالصلاة والجميع ينظرون إليه. |
|