|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جواب : إذا كان إنسان يُرافق إنساناً آخر، فأنه يعرف عنه كل ما يختص به. وإن كنت أنت الذي لك من العمر عشرون سنة، تعرف الأمور الخاصة بجارك، أفلا يستطيع الشيطان الذي يحتك بك منذ ولادتك أن يعرف أفكارك؟ فإن عمر الشيطان الآن ستة آلاف سنة. ومع ذلك فنحن لا نقول إنه يعرف ما ينوي أن يفعله الإنسان قبل أن يجربه؟ فالمجرب يبدأ بالتجربة ولكنه لا يعرف إن كان الإنسان سيطيعه أم لا، إلى أن يأتي الوقت الذي فيه يُسلَّم الإنسان إرادته للشيطان ليستعبده. كما أنني لا أقول إن الشيطان يعرف كل أفكار واختراعات قلب الإنسان. فكما أن الشجرة لها فروع وأغصان كثيرة، هكذا النفس أيضاً لها فروع كثيرة من الأفكار، والشيطان يعرف بعض هذه الفروع، ولكن هناك أفكار ومقاصد أخرى لا يدركها الشيطان ولا يُمسكها . الالتجاء إلى الله بالإيمان والمحبة يهزم الشيطان : فقد يحدث في أمر مُعيَّن أن جانب الشر يكون أقوى في الأفكار التي داخلنا ولكن في أمر آخر ينتصر فكر الإنسان ويكون أقوى من الشر إذ ينال عوناً وفداءً من الله فيقاوم الشر ويمقته. إذن فإنه ينغلب في أمر وفي أمر آخر ينتصر. فإنه أحياناً يأتي إلى الله بحرارة، والشيطان يعرف هذا ويرى ذلك الإنسان ينفر منه ويقاومه، وأنه – أي الشيطان – عاجز أمامه. وما السبب في ذلك ؟السبب أن الإنسان له الإرادة والرغبة أن يصرخ إلى الله، وتوجد عنده الثمار الطبيعية لمحبة الله، ثمار الإيمان بالله، وطلب المجيء إليه. ففي أمور العالم الخارجية التي حولنا، فإن الفلاح يُفلِّح الأرض، ولكنه بالرغم من تفليحه لها، فإنه يحتاج إلى وابل من الأمطار من فوق. فإن لم يأتِ المطر من فوق فلا ينتفع الفلاح شيئاً من تفليحه الأرض. هكذا الأمر أيضاً في العالم الروحي. فإن هناك عاملان يؤخذان في الاعتبار. فأولاً : من الضروري أن يُفلَّح الإنسان أرض قلبه وبحريته واختياره وتعبه – فإن الله يُريد أن يبذل الإنسان كل جهده ويتعب ولا يتكاسل – ولكن (ثانياً) إن لم تظهر السحب السماوية وأمطار النعمة من فوق فإن الفلاح الروحاني لا ينتفع شيئاً من جهده وتعبه . ] |
|