رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الباب الضيق: ضيِّق لأنه لا يسمح لك بالدخول بشيء. فإن أردت الدخول، عليك أن تتخلي عن الشلة والشيلة. فما أعسر دخول ذوي المعاشرات الردية، وما أعسر دخول ذوي الأموال، وما أعسر دخول ذوي الشهوات، وما أعسر دخول المتدينين ذوي الفرائض والطقوس. فإن أردت الدخول؛ فاطرح الكل خارج الباب، لأنه ضيق، للدرجة التي قد تحتاج معها أن تقلع عينك وتلقها عنك إن كانت تعثرك! إن الأمر يحتاج إلى إجتهاد «اجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا وَلاَ يَقْدِرُونَ» (لوقا13: 24). إن دخل.. ادخلوا: فلا إجبار ولا تهديد ولا وعيد لمن لا يدخل. بل بشارة ومواعيد، فقط تحريض وتشجيع. يدخل ويخرج وهنا نري: * إن من يدخل يصير حرًا، فلا خوف، ولا قيود عليه إذ تحرَّر من الخطية ومن ناموس الطقوس والفرائض، يدخل ويقول «الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا» (2كورنثوس5: 17). * يدخل فيجد مرعى ليأكل ويشبع، ثم يخرج ليقود الآخرين ليشبعوا من نفس النبع. * ونري أيضًا أنه قد صار ناضجًا ولا يحتاج للقول «أَنَا فَتىً صَغِيرٌ لاَ أَعْلَمُ الْخُرُوجَ وَالدُّخُولَ» (1ملوك3: 7)، بل يكون رجلاً يدخل ويخرج أمام الآخرين ليقودهم ويرشدهم «رَجُلاً عَلَى الْجَمَاعَةِ، يَخْرُجُ أَمَامَهُمْ وَيَدْخُلُ أَمَامَهُمْ وَيُخْرِجُهُمْ وَيُدْخِلُهُمْ» (عدد27: 16، 17). |
|