رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السير مع الله (أَخْنُوخُ) وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ ( تك 5: 22 ) معنى اسم ”أَخْنُوخ“ ”مُتدرِّب“ أو ”مُتعلِّم“ كما قد يعني أيضًا ”مُعلِّم“. فمن خلال سيره مع الله اكتسب بصيرة ليعرف أفكار الله وخططه، وقد مكَّنه ذلك أن يُعلِّم الآخرين، وأيضًا أن يتصرف كنبي لله في وسط عالم شرير. فقد أُخبرنا في رسالة يهوذا أن أخنوخ تنبأ، وكانت نبوته عن مجيء الرب ليدين الفجار (يه14، 15). نعم، فالله يكشف خططه لعبيده الأنبياء «إن السيد الرب لا يصنع أمرًا إلاَّ وهو يُعلن سِرّه لعبيده الأنبياء» ( عا 3: 7 ). إن غرض قلب الله أن يُشارك خاصته في أفكاره، كما نرى في حياة إبراهيم: «فقال الرب: هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعِلُهُ» ( تك 18: 17 ). ولكن ذلك يتطلب معرفة حقيقية بالله، وسيرًا في رضاه. فكيف يتسنى لإنسان خاطئ، مُتغرِّب عن الله، أن يُحْضَر إلى مركز قريب من قلب الله، ليتعلَّم أسراره الحميمة؟ لن يمكن له إدراك ذلك إلا بميلاد جديد وسُكنى الروح القدس فيه، الأمران اللذان يجعلان الإنسان في انسجام مع الله. فعندما نُولد من الله، نعرف أن الله لا يُخفي شيئًا عن أولاده الأعزاء. وهكذا نقرأ في 1كورنثوس 2 أنه بسكنى الروح القدس، وبواسطة الكلمة المُوحى بها، نعرف أفكار الله الحميمة، ومقاصد ومخططات محبته ( 1كو 2: 9 ). وهذا هو امتيازنا الحاضر كأولاد الله، بينما نعيش في عالم بلا إله وبلا رجاء. هل نختبر هذه العلاقة والشركة الحلوة معه؟ هل نحن ننمو في معرفته وفي معرفة خططه ومشوراته؟ دعونا نفحص أنفسنا إذا ما كنا نسير حقًا مع الله. كان السير مع الله امتياز آدم في جنة عدن، ولكنه خسره بسقوطه. كان الله يسير مع آدم، في الجنة، في سكون النهار، ولكن بعد سقوط آدم وحواء أخفيا أنفسهما من حضرة الرب الإله. على أية حال أضحى ذلك امتياز أخنوخ الذي تمتع به إلى أن أُخِذَ من هذا المشهد، وامتياز نوح الذي اجتاز بأمان مياه الطوفان وصولاً إلى عالم جديد ( تك 5: 22 ، 24؛ 6: 9)، لأن «سر الرب لخائفيهِ» ( مز 25: 14 ). واختطاف أخنوخ من الأرض، بعد عدَّة سنوات من السير مع الله، هو رمز لاختطاف الكنيسة. دعونا إذًا نسير مع الله، بينما ننتظر ابنه من السماء، شاهدين لاسمه في عالم شرير. |
|