رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أتريد أن تعرف المسيح البذرة؟ المسيح المزروع؟ "إن لم تقع حَبّة الحنطة في الأرض وتمُت فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير" (يو 12: 24)... لا تحتقر حَبّة الخردل هذه فإنها "وهي أصغر جميع البذور ولكن متى نَمَت فهي أكبر البقول وتصير شجرة" [32].إن كان المسيح هو حَبّة الخردل، ففي أي شيء هو أصغر البذار؟ وكيف ينمو؟ بالحق إنه لا ينمو في طبيعته، وإنما في الخارج (الجسد)! أتريد أن تراه أصغر الجميع؟ نراه، "لا صورة له ولا جمال" (إش 53: 2)، انظر إليه فتجده أكبر الكل "أنت أبرع جمالًا من بنيّ البشر" (مز 45: 3). فمن لا جمال له ولا صورة يصير أبرع جمالًا من الملائكة وفوق مجد الأنبياء...! المسيح هو بذرة، لأنه من نسل إبراهيم: "وأما المواعيد فقيلت في إبراهيم وفي نسله، لا يقول وفي الأنسال كأنه عن كثيرين، بل كأنه عن واحد، وفي نسلك الذي هو المسيح" (غل 3: 16). إنه ليس في حكمة هذا العالم، لكن فجأة كشف عن شجرة السمو المرتفع لقدرته، حتى نقول: "تحت ظلِّه اشتهيتُ أن أجلس" (نش 2: 3)... هناك تستريح الملائكة والقوّات السماويّة والذين يستحقّون أعمال الروح أن يطيروا إليه. هناك استراح يوحنا عندما اتكأ على صدر يسوع (يو 13: 25؛ 21: 20). ومن ساق الشجرة تخرج أغصانًا؛ فبطرس غصن وأيضًا بولس مثله، إذ "يَنسى ما هو وراء ويمتدّ إلى ما هو قدّام" (في 3: 13)... هذا الذي يحدّثنا معلّما إيّانا نحن الذين كنّا قبلًا بعيدين (أف 2: 13)، فاجتمعنا من الأمم، نحن الذين كنّا في ارتباكات روح الشرّ وهموم هذا العالم وقد أُلقينا خارجًا في زمانًا طويلًا، والآن قد صار لنا أجنحة القداسة، مسرعين بالطيران لكي نحتمي في ظلال القدّيسين من حرّ هذا العالم، فنسكن بسعادة في سلام هذا الميناء الأكيد، مادامت نفوسنا التي كانت قبلًا كالمرأة المذكورة في الإنجيل أنها مثقّلة بالخطايا وقد خلصت كالعصفور من فخ الصيّادين (مز 124: 7) وارتفعت على الجبال إلى أغصان الرب (مز 10: 1)]. القديس أمبروسيوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أتريد أن تعرف ما الذي فعله المسيح مِنْ أجلك أنت؟؟ |
في مثل حَبَّة الخردل حيث يوجد الثمر يوجد المسيح |
حَبَّة الخردل والإيمان بالمسيّا المتألّم |
حَبَّة الخردل وإنجيل المسيح |
أتريد أن تعرف القوة؟ |