ربما لو تذكر اهل الناصرة كلمة الله إلى موسى: " يُقيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِثْلي مِن وَسْطِكَ، مِن إِخوَتكَ، فلَه تَسْمَعون" (تثنية الاشتراع 18: 15)، يمكن أن يقبلوا يسوع لا كنبي فقط، بل كمرسل من الآب، لكنهم توقفوا على كونه انسانا عاديا من بينهم وأخذوا يتكلمون فيما بينهم:" أمَّا هو النَّجَّارُ ابنُ مَريَم، أَخو يعقوبَ ويوسى ويَهوذا وسِمعان؟ أَوَ لَيسَت أَخَواتُهُ عِندَنا ههُنا؟".
هذا ما اختبره يسوع في وطنه فقال لهم: لا يُزدَرى نَبِيٌّ إِلاَّ في وَطَنِهِ وأَقارِبِهِ وبَيتِه"(مرقس 6: 4)، وهذا ما عاشه الأنبياء أيضا فصرخ النبي أرميا: " وَيلٌ لي يا أُمِّي لِأَنَّكِ وَلَدتِني رَجُلَ خِصامٍ ورَجُلَ نِزاعٍ لِلأَرضِ كُلِّها"(إرميا 15، 10).
ولقد أرسل الآبُ ابنه يسوع ليظهره للعالم. فاحتقره أنسباؤه. ويبدو عدم الإيمان يسود في القلوب التي ترفض تجسُّد ابن الله وعمله الفدائي.