رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
منظمة غامضة تمنح مرسى جائزتها لعام 2012 بسبب «إنجازاته الكبيرة» محمد مرسى طار الخبر سريعا من «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية المصرية «أ.ش.أ» لتتناقله المواقع الإخبارية. الرئيس الجديد هو بطل القصة، وبعنوان «مرسى يفوز بجائزة السلام العالمى» نقلت الوكالة عمن يدعى الدكتور أسامة الشرباصى بصفته رئيسا لما قالت إنها «منظمة السلام العالمى»، أن الدكتور ومجلس أمناء منظمته التى تتخذ من واشنطن مقرا لها، قرروا منح الرئيس مرسى «جائزة السلام العالمى» لعام 2012. أما أسباب الجائزة فجاءت فى الخبر كالتالى «نظرا لمبادرته لإحلال السلام، وإنهاء العنف بكل أشكاله فى سوريا، ودعوته لتشكيل لجنة رباعية من مصر والسعودية وتركيا وإيران، لتسوية الأزمة بالطرق السلمية دعمًا للسلم العالمى والإقليمى، وصيانة حقوق الإنسان». وكأن الأزمة السورية انتهت بمجرد أن مرسى قدم مبادرته لمنظمة عدم الانحياز. واستطرد الخبر ليبرز «تأكيدات» الشرباصى على «الإنجاز الكبير الذى حققه الرئيس محمد مرسى خلال الـ100 يوم الأولى من حكمه من إرساء دعائم الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة فى مصر منذ أكثر من 60 عامًا، وتقديمه لمشروع النهضة المصرية الذى سوف يتم تنفيذه خلال 14 عامًا فى المجالات الاقتصادية والزراعية وتنقية نهر النيل وإصلاح منظومة التعليم والإسكان والصحة وإنشاء شبكة حديثة للمجارى وتنقية مياه الشرب وجمع وتدوير القمامة بالتكنولوجيا الحديثة للقضاء على الأمراض المسرطنة والمستوطنة فى مصر، إلى جانب تشغيل الكثير من الخريجين والعاطلين عن العمل». إنجازات الرئيس المذكورة فى الخبر لا تحتاج إلى تعليق، فالـ100 يوم لم تنته بعد، والوعود لم تتحقق، ولكن الإشادة أتت كما نرى بأوهام وأشباح ومشروع ما زال ينتظر 14 عاما لنلمس نتائجه النهائية، إن تحققت، وكأن الجوائز التى يقال إنها عالمية باتت تمنح للنوايا الطيبة والوعود المعسولة. الخبر المصرى أورد كذلك أن الجائزة منحت العام الماضى للملك السعودى عبد الله بن عبد العزيز، وبحثت «التحرير» طويلا لتجد حيثيات منحها آنذاك، والتى كانت «فى ضوء دعم الملك عبد الله للسلم العالمى والإقليمى فى لبنان ومنطقة الخليج والشرق الأوسط، ودعمه للديمقراطية وحقوق الإنسان فى المملكة العربية السعودية بإعطاء المرأة السعودية حق الترشح والانتخاب فى مجلس الشورى والمجالس البلدية والنهضة الاقتصادية والاجتماعية ونشر الثقافة الإسلامية الصحيحة والنهضة العلمية فى المملكة وخارجها». إذن فمانحو الجائزة التى بدأت عام 2007 يعتبرون أن المملكة السعودية -التى تعد الدولة الوحيدة فى العالم التى تمنع المرأة من قيادة سيارتها- قد أعطت المرأة حقوقها، ويعتبرون كذلك أن خادم الحرمين قد نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة والنهضة العلمية داخل المملكة وخارجها.. لا تعليق. الجائزة مُنحت كذلك فى عام 2008 لحاكم دبى محمد بن راشد آل مكتوم، «اعترافا بجهوده فى دعم السلام بالمنطقة» حسبما ذكر موقع دائرة التشريفات والضيافة بدبى الذى أضاف أن مانح الجائزة «يرأس مركزا لتجمع عربى فى أمريكا» دون الإشارة إلى معلومات أكثر عن الشرباصى. «التحرير» بحثت كثيرا عن رئيس هذه المنظمة، لكن كل ما استطعنا التوصل إليه بشأنه هو حساب على موقع «لينكد إن» للتواصل فى ما يخص العمل والوظائف ورقم هاتف فى واشنطن، اتصلنا به وبعد محاولات تمكنَّا من الاتصال به بالسيد الشرباصى. وقال الشرباصى لـ«لتحرير» إن «منظمة السلام العالمى تدعم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة، على الصعيدين المحلى والعالمى، وتشارك فى حل النزاعات بالطرق السلمية، لاسترداد الأمن والسلم الدوليين». وأضاف أن مجلس أمناء المنظمة يضم 13 عضوا من الأمريكيين وليسوا من أصول عربية. وتابع الشرباصى: «تسليم الجائزة لمرسى سيكون فى القاهرة، وهناك اتصالات جارية مع السفارة المصرية فى واشنطن للترتيب لذلك، حسب جدول أعمال الرئيس». هذا وقد كشف الشرباصى عن أن الكونجرس قام بترشيحه ليكون مدير عمليات لإعداد مشروع قانون لإنشاء إدارة للسلام، تكون مهمتها التدخل لحل النزاعات العالمية، خصوصا فى منطقة الشرق الأوسط بالطرق السلمية أولا قبل الحروب، لتحسين صورة الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط. وأوضح: «سأكون مدير إدارة عمليات للسلام فى هذه الإدارة، يرأسنى الرئيس الأمريكى ونائبه وأكون النائب الثالث» مضيفا أن هذا المشروع فى طور المناقشة والبحث، وله رقم، وجاهز للصدور. لكن يتبقى سؤال أهم: هل ستقبل الرئاسة المصرية هذه الجائزة، وتعلن مبررات واهية للقبول، أم يعلن مرسى رفضه لها باعتبارها نفاقا؟ الإجابة غير مؤكدة فواقعة الأوسمة والنياشين التى منحها الرئيس لنفسه ليست بعيدة، والرد الذى جاء من مؤسسة الرئاسة وقتها على «التحرير» لنشرها ذلك الخبر كان غير مقنع، بأن الدولة فعَّلت المادة ٣ من القانون ١٢ لعام ١٩٧٢ والخاص بالنياشين، التى تنص على أن يحمل الرئيس أعلى الأوسمة والنياشين حتى يستطيع منح مثلها أو الأدنى منها. قد نتلقى ردا كهذا، أو تتجاهل الرئاسة الأمر ولا تعلق، لكن هل يستطيع مرسى فعلا رفض الجائزة الوهمية ويخرج علينا قائلا: لم أحقق بعد ما أستحق عليه المكافأة.. ننتظر الإجابة. هل يتذكر أول رئيس مصرى منتخب بعد ثورة شعبية أن سلفه الذى ثار عليه المصريون كان «حاصدا» للجوائز الوهمية ودرجات الدكتوراه الفخرية، كلَّ حين وآخر، ولم تمنعه نياشينه وأوسمته من نهاية.. خلف القضبان. توقيت الجائزة «الغامضة» يستدعى من الذاكرة أيضا حصول الرئيس الأمريكى باراك أوباما على جائزة نوبل للسلام بعد أقل من 10 شهور على توليه منصبه بدعوى أنه بذل «جهودا استثنائية لتقوية الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب.. وأسهم فى تعزيز الحوار لحل القضايا العالمية الشائكة». لم يكن أوباما قد فعل ما يستحق عليه ذلك وقتها، ولكن الجائزة أسهمت فى «نفخ» صورة البطل الأمريكى الأسمر كما كان مطلوبا وقتها، و«تضليل» الشعوب التى انتظرت أحلاما لم تتحقق، ومرت فترته الرئاسية الأولى دون أن يلمس العالم أو الأمريكيون تغييرا قويا فى سياسات الولايات المتحدة.. فاحترس سيدى الرئيس. وتدور علامات استفهام حول معظم من حصلوا على الجائزة التى بدأت فى 2007 وحصل عليها العقيد الليبى الراحل معمر القذافى، وقال الشرباصى لـ«التحرير» إن حيثيات الجائزة فى هذا الوقت كانت «لإنهائه برامجه لأسلحة الدمار الشامل فى ليبيا، والإفراج عن الممرضات البلغاريات، ولتشجيعه على مواقف مؤيدة لحقوق الإنسان». فى 2008، ذهبت الجائزة إلى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى، بالاشتراك مع حاكم إمارة دبى، محمد بن راشد آل مكتوم، الشيخ حمد مع حاكم دبى، وفى 2009 ذهبت إلى العاهل المغربى محمد السادس، وفى 2010 إلى رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان و2011 إلى الملك السعودى عبد الله بن عبد العزيز. |
|