رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نص كلمة البابا تواضروس بمناسبة عيد الميلاد المجيد اعتذر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في بداية عظته خلال قداس عيد الميلاد، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، عن وجود السقالات داخل كنيسة الأنبا رويس بسبب التجديدات التي تتم في الكاتدرائية استعدادا للاحتفال باليوبيل الذهبي للكاتدرائية في 2018. وأعلن البابا الصلاة من أجل مصر وكل المسؤولين والبرلمان الجديد وأن يكون معبرا بصدق عن المصريين، وجاءت نص كلمة البابا كالتالي: "سنة جديدة سعيدة وعيد ميلاد مجيد، أهنئكم جميعا بعيد الميلاد، ميلاد ربنا يسوع المسيح، واحتفالنا بالكريسماس كما احتفل به العالم كله من يوم 25 ديسمبر مع امتداد هذه الاحتفالات مرورا برأس السنة الميلادية ثم الاحتفال به حسب التقويم الشرقي القبطي يوم 7 يناير، عيد الميلاد المجيد هو تجديد للفرح وتجديد لسعادة الإنسان، في قصة الميلاد نتقابل مع أحداث كثيرة ومع شخصيات عديدة ولكني أريد أن أقف معكم عند موقفين مهمين، موقف المجوس حكماء المشرق عندما أتوا من بلاد بعيدة تتبعوا النجم حتى وصلوا إلى بيت لحم وسجدوا للمولود وقدموا لههداياهم، هذه كانت نهاية رحلتهم في رحلة أرضية، في المقابل، الرعاة عندما رأوا الملاك يبشرهم بالفرح العظيم، جاءوا أيضا إلى المزود ودخلوا ورأوا الصبي وأمه، رأوا الطفل الصغير الرضيع وهو في المزود". "كانت هذه بداية رحلتهم بداية الفرح، مجموعة كانت النهاية ومجموعة كانت البداية، بداية الفرح هي بالاسم الذي ذكره الكتاب المقدس (عمانوئيل الله معنا)، صار الله معنا فصار هناك فرح، لأجل ذلك أحب أن أتأمل معكم في كلمات قليلة عن أن ميلاد السيد المسيح كان أحد أهدافه الرئيسية هو إسعاد البشر، في كل تفاصيل وعناصر القصة يوجد ما يقدم السعادة والفرح والسرور، فنحن في تسبحة الميلاد نقول: (المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة) لوقا 2 : 14، وكلمة (بالناس المسرة) تعني بالناس السرور، بمعنى آخر (في الناس السرور والفرح)". "فالسيد المسيح في ميلاده المجيد جاء ليفرح كل قلب، والآن يكون أمامنا هذا السؤال: ما هي عناصرالفرح؟ دعونا نتأمل معا في عناصر الفرح، أول عنصر للفرح نتقابل فيه في الميلاد المجيد هو أمنا العذراء مريم، لقد أسعدتنا بطاهرتها ونقاوتها، لا يمكن أن يستطيع الإنسان إسعاد الآخرين الا إذا كان نقيا وطاهراً، لا يمكن أن تأتي الثمرة الجيدة من شجرة رديئة، لا يمكن أن تأتي فرحة أي شعب إلا من خلال انقياء واتقياء وأطهار، عنصر ثاني هو المجوس الذين أسعدونا بزيارتهم وهداياهم، عندما أتوا ليقدموا هداياهم للسيد المسيح سببوا لنا سعادة وفرحا، يستطيع الإنسان أن يسعد الآخرين بالزيارة والمجاملة، أو حسب الوصية الانجيلية (فرحا مع الفرحين، وبكاءاً مع الباكين) رومية 12 : 15 (وذلك بتقديم الهدية سواء الهدية المادية أو المعنوية أو حتى الكلمة أو الابتسامة التي هي أغلى هدية ومتاحة للجميع) عنصر ثالث من عناصر الميلاد هو الرعاة، الرعاة أسعدونا بسهرهم وأمانتهم، هم أناس بسطاء جدا كانوا موجودين بالصحراء يرعون الخراف والقطعان عندما رأوا الملاك الذي بشرهم بالفرح العظيم، فقاموا سريعا باستعداد وبيقظة وبنشاط وبأمانة، يستطيع الإنسان أن يسعد الآخرين بأمانته وبإخلاصه في حياته، الحياة الأمينة دائما تسعد البشر وتسعد الله أيضا حسب الوصية (كن أمينا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة) رؤيا 2 : 10". "هناك عنصر رابع من العناصر التي تسعد البشر في قصة الميلاد هو القرية (قرية بيت لحم) هي قرية صغيرة جدا على الخريطة وليس لها ذكر، لكن هذه القرية أسعدتنا لأنها أوجدت المأوى والملجأ للعذراء مريم لكي ماتلد الطفل الصغير السيد المسيح، يستطيع الإنسان أن يسعد الآخرين عندما يوجد الملجأ والمأوى كما تقول لنا الوصية (كنت غريباً فأويتموني) متى 25: 35، وهذا يمثل كل نشاط يصنعه الإنسان ليأوي فيه الفئات المحتاجة والمهمشين الذين يعيشون على الهامش الذين بلا صوت، والصغار الذين بلا مأوى والكبار المعاقين والمسنين والفئات التي تحتاج إلى معونة من المجتمع لكي ما يوجد لها مأوى مثلما صنعت بيت لحم، بيت لحم اليوم مدينة أو قرية ذكرها على كل لسان لأنها أسعدتنا بأن أوت السيد المسيح وأخذت هذا الشرف". "العنصر الخامس من عناصر السعادة وكيف نسعد الإنسان هم الملائكة الذين ظهروا وأنشدوا، أسعدونا بالتسبحة وأسعدونا بهذه الكلمات (المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة) لوقا 2: 14، وصارت هذه الآية شعاراً وصارت آية محبوبة وصارت هي صوت الملائكة، يستطيع الإنسان أن يسعد الآخرين بالصلاة وبالتسبيح وبالعبادة النقية، بالعبادة المفرحة يستطيع أن يسعد الآخرين، إذا قصة الميلاد وتجسد ربنا يسوع المسيح هو من أجل خلاص الإنسان ولكن لأنها قصة فريدة فمسيحنا في ميلاده المجيد يجاوبنا على هذا السؤال (كيف نسعد الآخرين؟)، يمكنك أن تتأمل في كل تفاصيل هذا الحدث الفريد لتجد فيه الملامح التي يمكن أن تنفذها وتطبقها وتجد تداريب روحية عن كيفية إسعاد الآخرين. "في ميلاد ربنا يسوع المسيح بأهنئ جميع كنائسنا في العالم أجمع، الكنائس القبطية الأرثوذكسية وكل الآباء الأساقفة والآباء الكهنة والآباء الرهبان والأمهات الراهبات، نهنئ كل الشعب المسيحي، نهنئ مجالس الكنائس وأيضا الخدام والخادمات وكالشباب وكل الأطفال وكل الأسر المسيحية، أهنئكم باسم الكنيسة القبطية وباسم الآباء والمجمع المقدس وباسم كل الهيئات هنا في مصر، وأتمنى لكم عاما جديداً سعيداً لأن فرحة الميلاد ليست ليوم واحد بل تمتد إلى كل أيام السنة، المسيح يبارك حياتكم بالخير والفرح وبالمحبة والسلام وكل عام وأنتم طيبين". |
|