موضوع الروح القدس موضوع هام جدًا في الكنيسة.
فعليه يتوقف كل عملها، وهو العامل في كل أسرارها.
والكنيسة تحتفل كل عام بعيد حلول الروح القدس على الرسل القديسين، ويسمى عيد الخمسين، أو عيد البندكستى، ويعتبر بداية لتاريخ الكنيسة المسيحية، وبدء كرازتها وانتشارها. حيث تحقق فيه وعد السيد الرب لتلاميذه القديسين "ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم. وحينئذ تكونون لي شهودًا في أورشليم وكل اليهودية وفي السامرة وإلى أقصى الأرض" (أع1: 8).
وفي عهد الحاضر، صارت لعيد العنصرة أهمية خاصة.
وفيه تمت سيامته غالبية الآباء الأساقفة.
وشعر جميع الناس بأهمية هذا العيد السيدي، وفرحة الإيبارشيات فيه. وفي كل عام كانت تجتمع آلاف عديدة من الأقباط في الكاتدرائية المرقسية الكبرى، للاشتراك في الاحتفالات بسامة أحبار الكنيسة الأجلاء. وكنا نلقى عظات ومحاضرات عن الروح القدس في تلك المناسبات السعيدة، وفي أسبوع العنصرة، من الصعب تجميعها كلها ...
وهناك عمل آخر خاص بالروح القدس، أنعم به الله علينا، وهو:
تكريس الميرون المقدس مرتين: في سنة 1981 م.، وفي سنة 1986 م. ثم لحقه مرات أخرى عدة في عهد البطريرك الأنبا شنودة الثالث (117).
وذلك لاحتياج الكنائس إليه، وبخاصة لتأسيس كنائس عديدة جدًا في بلاد المهجر، واحتياجنا للميرون في تدشين الكنائس والمذابح والمعموديات، وأيضًا ما تحويه الكنائس من الأواني المقدسة ومن الأواني المقدسة ومن الأيقونات. يضاف إلى هذا احتياج الآباء الكهنة إلى ميرون في سر المسحة المقدسة التي صاروا يتقونها تمامًا بسته وثلاثين رشمًا للمعمد. وكنا نلقى أيضًا عن الروح القدس في أيام تقديس الميرون.
إلى جوار إجابة أسئلة عديدة كانت تصل للبابا شنوده عن الروح القدس. وما نشره قداسته عن الروح القدس في مجلة الكرازة وفي الكرازة وفي جريدة وطني.
وقد جمعنا ما بين يديك في هذا الكتاب كدفعة أولي.
وقصدنا بالدرجة الأولي أن تكون مقالات روحية:
أما الجزء العقائدي أو اللاهوتي، فله كتاب آخر. ولذلك نعدك إن شاء الله بإصدار كتال عن [ انبثاق الروح القدس ] ضمن مجموعة كتب ستصدر عن [ اللاهوت المقارن ] في مجال الحوار اللاهوتي الذي توم به سعيًا وراء الوحدة المسيحية. ونستثني من منهجنا الروحي في هذا الكتاب، الفصل الأول الذي موضوعه (من هو الروح القدس)، الذي لزم لنا كمدخل إلى الموضوع الروحي.
ونحن نرجو أن تشعر بأهمية الروح القدس في حياتك وخدمتك.
ومن أجل هذا خصصت الكنيسة المقدسة، في السبع صلوات اليومية، صلاة الساعة الثالثة، نتذكر فيها عمل الروح القدس منذ حلوله على التلاميذ يوم عيد العنصرة، مبتهلين إلى روح القدوس أن يحل فينا ويطهرنا من كل دنس. ختامًا هذه المقدمة، لكي تدخل معنا في موضوع الروح القدس، وعمله فينا وشركتنا معه، وصفات عمل الروح، ومدي استجابتنا أو مقاومتنا له، مع فصل طويل عن (إطفاء الروح). ليكن الرب معك أيها القارئ العزيز، بعينك بعمل روحه القدوس فيك، وفي خدمتك أيضًا.