منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 09 - 2023, 04:32 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

مزمور 114| الْبَحْرُ رَآهُ فَهَرَبَ




الْبَحْرُ رَآهُ فَهَرَبَ.
الأُرْدُنُّ رَجَعَ إِلَى خَلْفٍ [3].
يقف الإنسان في دهشة لهذا التصوير الذي يُقَدِّمه المرتل عن بحر سوف ونهر الأردن والجبال والآكام وتحرُّك كل الطبيعة في رعدةٍ أمام عمل الله مع إسرائيل، حين تمتع بخلاصه من عبودية فرعون، منطلقًا إلى أرض الموعد. لكن هذه جميعها تحمل معانيَ رمزية تحققتْ ولا تزال تتحقق عندما يقبل الإنسان الإيمان بالسيد المسيح مخلص العالم. إنه يصير عضوًا في إسرائيل الجديد، التي يرى البعض أن كلمة "إسرائيل" تعني "رؤية الله".
ما هو البحر الهارب من وجه المؤمن إلا خلع الإنسان القديم، وهروب السيرة الخبيثة التي كانت تستعبده؟ تهرب إذ ترى السيد المسيح رأس الكنيسة قائدًا للمؤمن، يهبه رؤية للأسرار الإلهية ومعرفة للحياة السماوية.
وما هو نهر الأردن الراجع إلى خلف إلا نعمة المعمودية التي تستقبل المؤمن التائب؟ فيحل الروح القدس، وتتهلل القوات السماوية، حيث ترى من كان عبدًا أسيرًا للشيطان، يتمتع بالبنوة لله، لهذا يقف نهر الأردن كما في رهبةٍ أمام هذا العمل الإلهي الفائق.
إذ قاد الخالق شعبه لتحريره من عبودية فرعون، تحركت الطبيعة لتفتح الطريق أمامه لخدمة شعبه: البحر والنهر والجبال والتلال، بل والأرض تزلزلت لتعلن شوقها للخدمة!
حقًا حينما نترك عجلة قيادة حياتنا في يديه، يعمل القدير فينا، ولا يوجد عائق عن تحقيق رسالتنا، بل تقف حتى الطبيعة الجامدة لتعلن شوقها للعمل لحسابنا. العائق الوحيد الذي يحطم حياتنا وطاقاتنا هو التمرد على الله، وعصيان وصيته، وعدم الاتكال عليه.
بالحق إننا هيكله المقدس، ليدخل ويعلن ملكوته فينا!
يصوِّر المرتل عمل الله مع شعبه عند عبور البحر الأحمر (خر 14: 21-2)، ونهر الأردن (يش 3: 14-17).
أراد المرتل أن يضع الإنسان غير المتكل على الله في عارٍ وخزي، فإن الطبيعة الجامدة غير العاقلة تحركت لتعلن الحضرة الإلهية الفائقة. هرب البحر ليفسح الطريق لشعب الله بالعبور، ورجع النهر إلى خلف ليرحب بقيادة الله لشعبه وهو عابر إلى أرض الموعد، ورقصت الجبال والتلال ووثبت متهللة بالحضرة الإلهية، بينما يقف الإنسان العاقل في شكٍ وعدم إيمان بعمل الله ورعايته وحمايته له! يقول المرتل: "أبصرتك المياه يا الله، أبصرتك المياه، ففزعت. ارتعدت أيضًا اللجج" (مز 77: 16).
يرى القديس أغسطينوس في تفسيره هذا المزمور أنه يخصنا نحن، لأننا نحن أولاد كنيسة الله، وشعبه، إسرائيل الجديد. كما يرى أن الإنسان الذي يضع محبة العالم قدامه متى تراءى أمام الله يرجع إلى الوراء، فينسى محبة العالم، ويمتد إلى ما هو قدام (في 3: 13).
* لنضع في اعتبارنا ما نتعلمه هنا، حيث كانت كل هذه الأعمال نموذجًا لنا، وهذه الكلمات تحثنا على تعرفنا على أنفسنا. فإن كنا نتمسك بنعمة الله بقلبٍ ثابتٍ، تلك التي ُأعطيتْ لنا، فإننا نحن إسرائيل، نسل إبراهيم. يقول لنا الرسول: "أنتم نسل إبراهيم" (غل 3: 29؛ رو 4: 10 الخ)...
ليت كل مسيحي لا يحسب نفسه غريبًا عن اسم إسرائيل. لأننا نرتبط بحجر الزاوية مع اليهود الذين آمنوا، والذين من بينهم نجد الرسل على رأسهم. لهذا يقول ربنا في موضع آخر: "ولي خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي أن آتي بتلك أيضًا، فتسمع صوتي، وتكون رعية واحدة وراعٍ واحد" (يو 10: 16). فالشعب المسيحي هو بالحري إسرائيل، وبنفس الطريقة يُفضِّل دعوته بيت يعقوب؛ لأن إسرائيل ويعقوب هما واحد.
القديس أغسطينوس

* "البحر رآه فهرب". لقد أراد بهروبه أن يؤكد سرعة خضوعه، ويُعبِّر عن درجة دهشته، ليسهل عمل الله الرحيم...
كان فيض المياه غير طبيعي؛ إنه مثل شخص حي وعاقل، بناء على أمر الله أنقذ أناسًا، وأهلك آخرين بنفس الوسيلة، مؤكدًا أنه مقبرة للبعض، ومركبة للآخرين (خر 14).
إنكم ترون هذا قد حدث أيضًا في حالة أتون بابل. فثارت النار ليس باطلًا ولا مصادفة، بل قامت بعملٍ له مغزى بناء على أمر الله لها. إنها حفظت البعض الذين فيها، بينما أمسكتْ بآخرين جالسين خارجها وأهلكتهم (دا 3).
"الأردن رجع إلى خلف". ألا ترون العجائب التي حدثت في لحظات مختلفة وفي أماكن مختلفة؟ أقصد أنه لأجلنا كي نتعلم عن سلطان الله أنه يبلغ كل موضع، ولا يوجد مكان ما لا يبلغه. إنه يسبب أعمالًا عجيبة تتحقق في البرية وفي البلاد التي للناس العنفاء وفي كل موضع.
مرة في البحر، وأخرى في الأنهار. الأولى في حالة موسى، والثانية في حالة يشوع.
صاحبتهم آيات في كل مكان حتى يلين الذهن الذي له اتجاه العجز، وعدم الخضوع، فيخضع في مرونة وحساسية مُرَحِّبًا بمعرفة الله.
القديس يوحنا الذهبي الفم

* لنتعلم أيضًا علة أخرى. جاء المسيح ليعتمد ويقدس العماد. جاء لكي يصنع عجائب، ويسير على مياه البحر.
فإن كان قبل ظهوره في الجسد "البحر رآه فهرب... الأردن رجع إلى الخلف" (مز 114: 3)، أخذ المخلص جسدًا لكي يستطيع البحر رؤيته، ويستقبله الأردن بلا خوفٍ.
هذا سبب لمجيئه، هناك سبب آخر: وهو أنه خلال حواء العذراء سار الموت، وخلال العذراء تصير الحياة. وكما أغوت الحيّة القديمة العذراء الأولى، جُعل جبرائيل البشارة الطيبة للثانية .
القديس كيرلس الأورشليمي
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 104 | هَذَا الْبَحْرُ الْكَبِيرُ الْوَاسِعُ الأَطْرَافِ
مزمور 98 | لِيَعِجَّ الْبَحْرُ وَمِلْؤُهُ
مزمور 96 | لِيَعِجَّ الْبَحْرُ وَمِلْؤُهُ
مزمور 78 | شَقَّ الْبَحْرَ فَعَبَّرَهُمْ
مزمور 66 | حَوَّلَ الْبَحْرَ إِلَى يَبَس


الساعة الآن 03:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024