ضبط الفكر
الإنسان الروحي، كما يضبط لسانه، يضبط فكره أيضًا. فلا يترك عقله يسرح في أي فكر، ولا يقبل أي فكر خاطئ يأتى إليه، بل يطرده بسرعة، ولا يتساهل أبدًا معه..
كذلك لا يقبل الأفكار التي تبدو بسيطة في أولها، ثم تتدرج إلى ما لا يليق.. إنه يكون حازمًا مع هذه الأفكار التي تلبس ثياب الحملان وهى ذئاب خاطفة.. ويقول في داخله عن الشيطان، مثلما قال الرسول "نحن لا نجهل أفكاره" (2كو 2: 11).
وإن خدعه فكر ثم اكتشفه، يوقفه بسرعة.
لأن التمشى مع الفكر الخاطئ خيانة للرب، وإعطاء الفكر لأن يثبت أقدامه، ويكبر ويتطور، إلى أن يؤثر على القلب، ويتحول إلى شهوة فيه. فالأفضل التخلص منه من بادئ الأمر.
والإنسان الروحي لا يكتفى يضبط الفكر ومنعه من الخطأ، إنما بالأكثر يشغل عقله بأفكار روحية نقية،حتى إذا جاء الشيطان ليحاربه بفكر ردئ، يجد عقله منشغلًا بتأمل روحى وغير متفرغ له.. ويستطيع الجو الروحي الذي في عقله، أن يمنع أي الفكر خاطئ من لاقتراب إليه.. كحصن حصين..