قد سطر عن رجلٍ في بلاد أسبانيا كان معاشراً واحدة من النساء قريباته عشرةً دنسةً. فيوماً ما اذ كانت هناك إحدى البتولات المتعبدات لمريم تصلي، قد رأت مخلصنا يسوع المسيح في منبر عدله، مهماً على أن يرسل ذاك الشاب المفسود الى جهنم. الا أن والدته الكلية القداسة اذ قالت له أن الشاب كان وقتاً ما متعبداً لها، فأستمدت له منه تعالى مهلةً ثلاثين يوماً لأصلاح سيرته تائباً. فمن ثم تلك الأبنة قد أُمِرت من والدة الإله نفسها، بأن تخبر بهذا جميعه معلم أعترافها، الذي اذ فهم الرؤيا قد أعلنها لذاك الشاب، الذي عند سماعه ذلك قد ندم على مآثمه وأعترف بها بدموعٍ سخية، موعداً بعدم سقوطه من جديد بالخطيئة مع تلك الأمرأة، ولكن لأنه لم يقطع السبب القريب من بيته، قد رجع نظير الكلب الى قيه، فبعد سقوطه جاء من جديد وأعترف بمآثمه مكرراً وعده السابق، غير أنه قد رجع أيضاً الى الخطيئة، فمعلم أعترافه اذ لم يعد يراه، مضى إليه ليزوره في بيته، الا أن الشاب التعيس قد أصرفه من عنده ليس من دون غيظٍ، فلما بلغ اليوم الأخير من الثلاثين يوماً، قد رجع الكاهن الى بيت الشاب. ولكن من دون فائدةٍ، لأن الأثم أعمى قلب هذا الشقي. فالكاهن حينئذٍ توسل الى خدام البيت بأن يخبروه فيما يحدث. وأنه كان مستعداً للحضور متى دعوه، فما أنتصف الليل التابع ذاك اليوم، الا والشاب حصل في أوجاعٍ باطنة شديدة في الغاية. فالخدام أسرعوا وأخبروا معلم الأعتراف، الذي جاء وشكاً إليه لكي يساعده، ولكن المنكود الحظ صرخ صوتاً عظيماً قائلاً: أواه أنا أموت مطعوناً بحربةٍ في قلبي: وهكذا خرجت نفسه مع ذاك الصراخ.*