الا أنه يليق هنا أن ننبه بما أخبر به الأب سبينالي في العدد 75من كتابه على عجائب والدة الإله، عما حدث سنة 1611 في المعبد الشهير المختص بهذه السيدة. في المكان الملقب" بحبل العذراء" وهو أنه في بارامون عيد العنصرة، حينما كان أجتمع في الأمكنة التي حول هذا المعبد جمٌ غفيرٌ من الناس، الذين ألتئموا، يسكرون ويرقصون ويبذخون، وهكذا دنسوا المعبد الإلهي، فبغتةً أضطرمت نيران الحريق في تلك الأمكنة الخشبية، حيث كانوا مجتمعين، بنوع أنه في مدة نصف ساعةٍ فقط قد أفنى اللهيب كل تلك الأمكنة، وأحالها الى رمادٍ، مع ألف وخمسماية شخصاً قد ماتوا محروقين. ما عدا خمسة أنفارٍ قد أستمروا في الحياة. وهؤلاء شهدوا تحت أقسامٍ رهيبةٍ وحلفاناتٍ أحتفاليةٍ، بأنهم شاهدوا بأعينهم والدة الإله نفسها، حاملةً بيديها مشهابين متقدين. وجايلةً تلقي بهما اللهيب في كل تلك الأمكنة. فلذلك أنا أتضرع الى عبيد مريم بقدر أستطاعتي بأنهم يمتنعون عن الذهاب الى الأعياد التي تصنع خارج المدن في بعض الكنائس، وبأن يجتهدوا في أن يصدوا الآخرين من المضي الى أعيادٍ هذه صفتها، التي يحصل منها الجحيم على أثمار أكثر مما تحصل عليه هذه الأم الإلهية من العبادة والتكريم. ومن ثم أن ذاك الذي يشعر بأنعطافٍ الى أن يزور أحد المعابد المومى إليها، تكريماً لوالدة الإله، أم لغايةٍ أخرى صالحة، فليذهب، ولكن لا في الأيام التي فيها يصير أحتفال أعياد هذه المعابد، بل في أيامٍ أخرى سابقة أو متأخرة عن يوم العيد.*