رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثياب الملك كل ثيابك مر وعود وسليخة (مز45: 8)نقرأ في هذا المزمور عن ثياب المسيح الملك، وأيضاً عن ثياب عروسه. فيقول عن المسيح « كل ثيابك مرٌّ وعودٌ وسليخة ». والمر: عطر فواح يقطر تلقائياً من بعض الأشجار، ولا سيما إذا جُرح جذعه بآلة حادة. والعود: هو نبات عطري، لا سيما ساقه. ولقد أحضر نيقوديموس المر والعود ليكفِّن بهما جسد سيدنا وربنا يسوع المسيح. وأما السليخة: فهي لحاء الشجرة، وتشبه القرفة، ويُقال إنها البلسم الشافي، ويذكِّرنا بالمسيح الذي مات لكي يشفينا، لأننا « بحُبره شُفينا » (إش53: 5). ونلاحظ القول هنا « كل ثيابك مر وعود وسليخة » ولم يَقُل الوحي « كل ثيابك معطرة بالمر والعود والسليخة ». فالمسيح سيظل أبداً، حتى في المجد، في عواطف قديسيه متسربلاً برائحة الألم الذي احتمله في طريق محبته لنا. ومن خروج 30 نعرف أن المر والسليخة كانا من ضمن مكونات دهن المسحة، والتي تكلمنا عن شخص المسيح نفسه المكتوب عنه « اسمك دهن مهراق ». ونحن عندما نتأمل المسيح نجده مر وسليخة، وعندما نتأمل ثياب المسيح نجدها أيضاً مر وعود وسليخة، فهو من الداخل كما هو من الخارج، وهو في ذلك خلاف الإنسان والذي نجد صورة له في نعمان قائد الجيش، فكان من الداخل مضروباً بالبرص، وأما مظهره الخارجي فحُله عسكرية مرصّعة بأرفع الأوسمة والنياشين. وجدير بالذكر أن المرنم هنا لا يتكلم عن ثياب الضعف والألم، ولا ثياب النعمة أو حتى ثياب النقمة، بل عن ثياب المجد. ثم لاحظ الارتباط بين ثياب العريس وثياب العروس « كل ثيابك مر ... كلها مجد ابنة الملك في خدرها. منسوجة بذهب ملابسها ». هو ثيابه المر، بينما ملابسنا نحن منسوجة بالذهب! والواقع أنه ما كان ممكناً لنا أن نتجمَّل بالبر والمجد لو لم يتحمَّل هو عنا الألم والموت! « أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ... لكي يُحضِرَها لنفسه كنيسة مجيدة » (أف5: 25-27). له كل المجد. |
|