رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا نجمع اليدَين خلال الصلاة؟
يجمع بعض المؤمنين الأيدي خلال الصلاة أو يفتحون الذراعَين مع راحة اليدَين نحو الأعلى ومنهم من يشبك اليدَين. فهل لذلك أهميّة؟ في الواقع، يُعتبر ذلك جانباً أساسياً من جوانب الصلاة يسمح للمؤمنين باكتشاف ممارساتهم كما هي متجذرة في التقاليد القديمة والمقدسة. قد يتذكر عدد كبير منا كيف علمتنا الراهبات الصلاة مع اليدَين مشبوكتَين وكيف رددن على مسامعنا انه من الضروري شبك الأيدي لتصل الصلاة الى السماء. قد يبدو ذلك سطحياً وربما قد يُعزى ذلك الى ترجمة الطفل البسيطة للإرشادات ففي الحقيقة السبب الكامن وراء جمع اليدَين أعمق بكثير وله رمزيّة كبيرة. ففي المسيحيّة يعود أصل هذا التقليد الى عادات الثقافات القديمة. فبحسب التقليد اليهودي، تٌشير التوراة الى أن الصلاة وشبك اليدَين أمر يرقى الى فترة ما بعد السبي واستمرت حتى بعد تأسيس المسيحيّة. وبحسب النص، كان الربا اليهود البابلي الحكيم يصلي ويداه مشبوكتَين. ويعتبر بعض المؤرخين ان المسيحيين الأوائل اعتمدوا هذا التقليد من إرثهم اليهودي. ويعتقد البعض الآخر ان وضعيّة شبك اليدَين منبثقة عن ممارسة رومانيّة ترمز الى تسليم الذات. ويعود المؤرخون الدينيون بهذه العادة الى فعل تكبيل يدَي السجين بالحبل، فكانت اليدان المشبوكتان ترمزان الى الخضوع. وفي روما القديمة، كان باستطاعة أي جندي يتم القبض عليه بتفادي الموت المباشر من خلال شبك اليدَين تماماكما يعني رفع العلم الأبيض اليوم. وبعد قرون، كان المواطنون يعربون عن ولائهم وتكريمهم لحكامهم من خلال شبك اليدَين فكانت هذه الحركة بمثابة اعتراف بسلطة الآخر والخضوع لهذه السلطة. ولا يزال شبك اليدَين للتعبير عن الولاء موجود في طقس السيامة الكهنوتيّة. يجمع المطران يدَي الكاهن الجديد ويقول: “هل تعد بالطاعة والاحترام لي ولخلفائي؟” إذاً، في حين الصلاة وشبك اليدَين غير الزامي في المسيحيّة إلا انه حركة فيها الكثير من المعاني والرمزيّة. |
|