الشباب المسيحى وتحديات العصر
"السموات والارض تزولان وكلامي لا يزول"
فالزمن ببعده المادي وتحديده العلمي لا يعنينا .
ما يهمنا اليوم ، في هذا العصر والوقت بالذات
ان نوكد على استمرارية سعينا واهتمامنا من أجل الانسان .
وترك أبوابنا مفتوحة لكل ما يلزمه ويخدمه،
في كل وقت وزمان ومكان،
لنرفع من مستواه الروحي والاقتصادي والاجتماعي والاخلاقي .
أجمل ما تعلمناه من الكتاب المقدس
ان الزمان ليس له مقياسا
فالزمن ببعده المادي وتحديده العلمي لا يعنينا .
ما يهمنا اليوم ، في هذا العصر والوقت بالذات
ان نوكد على استمرارية سعينا واهتمامنا من أجل الانسان .
وترك أبوابنا مفتوحة لكل ما يلزمه ويخدمه،
في كل وقت وزمان ومكان،
لنرفع من مستواه الروحي والاقتصادي والاجتماعي والاخلاقي .
نحن بحاجة ماسة في الزمن الحاضر
إلى مفاهيم جديدة تتبناها البشرية ليسود السلام والعدالة والتضامن بين الناس
ويتحقق خير البشرية ،
عوضا من خير جماعات واحزاب سياسية وعرقية وثقافية خاصة
تسعى الى مصلحتها وتهمش الأخرين .
الزمن الحاضر لا نريده زمن تعدي على الحقوق الانسانية ، وبالتالي على الضمير البشري .
بل نريده ،
بل نريده زمن نجاح للمفاوضات والوساطات واللجوء الى شرعة حقوق الامم المتحدة،.
لتكون البشرية جمعاء عائلة واحدة تجد قوتها في توزيع عادل لخيرات الرض من أجل منفعة الخير العام ،
المشترك للناس أجمعين .
فنحل مشكلة فقر المليارات من الرجال والنساء والشباب والاطفال،
حتى لا تبقى المساواة أغنية ،
كل يغنيها على ليلاه ،
وشعار يكتب في المجلات والجرائد وعلى الحيطان ،
وينادى به عبر الإذاعات ولا أحد يطبقه فيبقى حبرا على ورق وصوت لا يسمعه أحد .
الزمن الحاضر لا نريده زمن أحقاد
تتجزر فينا وتؤدي الى خلق أجواء ظلم ومآس ،
تدوس أبسط حقوق البشر .
بل نريده زمن حب نلتقي فيه كلنا إخوة واخوات ،
أحباء وأصدقاء ،
هذه وصيتي لكم : أحبوا بعضكم بعضا كم انا أحببتكم ،
بهذه الوصية تكتمل الشريعة والأنبياء .
مع هذا الزمن نريد أن نطوي الماضي ،
نطوي ما فرقنا ،
نطوي صفحة الإنعزالية والطوائف والمذاهب والاحزاب والزعامات
التي تتناحر عقائديا وفكريا على هيكلية سياسة او حزبية وتبحث عن طريقة لحفظ الشريعة ،
فتدوس الناس المنبوذين والمهمشين والتعساء المنطرحين على طرقات العالم ،
هؤلاء الذين ينتظرون منا لمسة حب وحنان،
ونظرة عطف وإبتسامة وكلمة تشجيعية صادقة وشفافة، وحضوراإنسانيا مميزا،
وحده يخلصهم من بؤسهم وفقرهم وشقائهم وتعاستهم ،
بدل العظات الطويلة الرنانة والمبادئ الفضفاضة .
لا نريد هذا الزمن الحاضر ان يكون زمن القوانين والشرائع الدينية القاسية التي قد تخسر الإنسان جوهر المخلوقات ،
لتربح الرأي العام ،
وتخلص صورتها المزيفة وتدافع عن كيانها الكاذب،
ناسية أن الله تخلى عن نفسه
واخذ صورتنا لبخلصنا ويعيد لتا كرامتنا ،
متبنيا واقعنا ومتحدثا لغتنا ليصير واحدا منا
وقريبا لنا ليحل مشاكلنا وينعم علينا بانلفرح والهناء والسعادة .
هذا الزمن الذي نعيشه ،
لا نريد فيه سياسة حاقدة ملحدة ،
تحرق البشر وقودا لمصالحها .
بل نريده زمن سياسة تحترق بمسؤوليها
من أجل صقل قضايا الفقراء والمظلومين وخدمتهم .
نريد فيه نظاما اقتصاديا جديدا
يشارك فيه الاغنياء الفقراء كنوزهم وخيراتهم حتى لا يدوم الاقتصاد الكافر
الذي يقتل البشر الابرياء ليرفع رصيد الاغنياء .
لا نريد في زمننا الحاضر ثقافة قاسية،
جافة ترتكز على المعلوماتية
والكتابة المحفورة على أحجار قلوبنا القديمة،
بل نريد ثقافة سلام يستند برنامجها الى رحمة الانسان ومسامحته ،
لبعم الفرح قلوب الناس
وتكتب الثقافة الثقافة البناءة عمل قلوب تنبض لحما ودماءً .
تحية لزمننا الحاضر الؤسس على كلام السيد المسيح والذي قال :" كلامي روح وحياة ، ولا يزول ابدا "،
واذا وجدنا افسنا اليوم قد تركنا أمكنتنا ، ونسينا ازمنتنا العريقة ،
فلنعمل لكي لا نجد ايادينا فارغةً في الزمن الحقيقي ،
امام الله ، الديان العادل ،
من هدية فيها سلام لإرضنا وكنيستنا وشعبنا .
فتكلم يا رب ،
عبيدك على الارض يصغون الى تعاليمك ،
ليفعلون مشئتك .
المطران كريكور أوغسطينوس كوسا
أسقف الإسكندرية للارمن الكاثوليك