رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قيافا – الرجل الذي خطط قتل المسيح!
"فَقَالَ لَهُمْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَهُوَ قَيَافَا كَانَ رَئِيساً لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ: «أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ شَيْئاً ولاَ تُفَكِّرُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا». وَلَمْ يَقُلْ هَذَا مِنْ نَفْسِهِ بَلْ إِذْ كَانَ رَئِيساً لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ تَنَبَّأَ أَنَّ يَسُوعَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمُوتَ عَنِ الأُمَّةِ وَلَيْسَ عَنِ الأُمَّةِ فَقَطْ بَلْ لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ اللَّهِ الْمُتَفَرِّقِينَ إِلَى وَاحِدٍ. فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ" (يوحنا ١١: ٤٩-٥٣). حدث هذا في نهاية خدمة المسيح. بعد أن أقام يسوع لعازر، انسحب إلى القرى ولم يعد إلى أورشليم حتى الأسبوع الأخير قبل صلبه. قد يظن المرء أن إقامة لعازر من الموت كانت ستقنع القادة الدينيين، ولكن ذلك لم يحدث. كان يسوع قد قال قبلا، "إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُون" (لوقا ١٦: ٣١). كثيرا ما يقتنع الناس حين يرون المعجزات. المعجزة التي يحتاجونها هي عمل روح الله في أن يبكت نفوسهم، التي هي "أموات بالذنوب والخطايا" (أفسس ٢: ١). إن لم يتبكت الإنسان معجزيا على الخطية، لن يتغير أبدا. لن يتغير "وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ" (لوقا ١٦: ٣١). التبكيت الذي بعمل روح الله، يجعل الإنسان يشعر بخطيته، وهو المعجزة التي لا بد أن ينالها الإنسان حتى يتغير تغييرا حقيقيا. المعجزات قد تُقسي قلوب الناس تجاه الله. حين رأى رؤساء الكهنة والفريسيون أن يسوع كان يصنع "معجزات كثيرة،" اجتمعوا في مجمع السنهدريم (يوحنا ١١: ٤٧). في هذا المجمع، حدث أمر غريب. قيافا، رئيس الكهنة تنبأ نبوة دقيقة عن المسيح. تفسير العهد الجديد يصف المشهد: كان قيافا "مناورا انتهازيا لا يعرف معنى العدل... لم يرتد عن سفك دم بريء. [هو عمل اللازم] كي يبدو أن ما يعمله هو الشيء الوحيد الذي في صالح الشعب. كان قيافا يحسد يسوع. كان قيافا يريد أن يذهب يسوع للموت كي يشبع ذلك رغباته الأنانية. ولكي يصل الأمر إلى الحكم على يسوع بالموت، كان سيستخدم طرقا محسوبة بدقة... لقد كان منافقا، إذ في المحاكمة الأخيرة... حين كان ممتلئ من الفرح لأنه وجد ما يعتبره أرضية لإدانة المسيح، مزق ثياب الكهنوت وكأنه يتمزق من الحزن العميق! هذا هو قيافا. انظر أيضا يوسيفوس، القديمات، XVIII، ٤: ٣" (ويليام هندرسكن، دكتوراه في اللاهوت، تفسير العهد الجديد، دار بيكر للنشر، طبعة ١٩٨١، الجزء الأول، ص ١٦٣؛ مذكرة عن يوحنا ١١: ٤٩- ٥٠). لاحظ أن هذا الشرير، رئيس الكهنة كان قد تنبأ. مثل بلعام في العهد القديم، الرجل الشرير تنبأ نبوة صادقة، "فَقَالَ لَهُمْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَهُوَ قَيَافَا كَانَ رَئِيساً لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ: «أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ شَيْئاً ولاَ تُفَكِّرُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا». وَلَمْ يَقُلْ هَذَا مِنْ نَفْسِهِ بَلْ إِذْ كَانَ رَئِيساً لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ تَنَبَّأَ أَنَّ يَسُوعَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمُوتَ عَنِ الأُمَّةِ وَلَيْسَ عَنِ الأُمَّةِ فَقَطْ بَلْ لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ اللَّهِ الْمُتَفَرِّقِينَ إِلَى وَاحِدٍ" (يوحنا ١١: ٤٩-٥٢). لكن بعدها يقول الكتاب، "فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ" (يوحنا ١١: ٥٣). بعد ذلك بأسبوع، أرسل قيافا بعض حرس الهيكل ليقبضوا على يسوع وهو يصلي في بستان جثسيماني. هؤلاء الحرس أخذوه إلى قيافا، الذي قال له، "قُلْ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟" (متى ٢٦: ٦٣). حين أجاب يسوع بالإيجاب، "مَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلاً: قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ! مَاذَا تَرَوْنَ؟ فَأَجَابُوا: إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ. حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ قَائِلِينَ: تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا الْمَسِيحُ مَنْ ضَرَبَكَ؟" (متى ٢٦: ٦٥- ٦٨). لم تكن لدى رئيس الكهنة السلطة أن يعدم أحدا، لذلك جر قيافا يسوع إلى بيلاطس البنطي، الحاكم الروماني – ودعا الرومان أن يصلبوه. من الصعب أن نعظ عظة تحكي قصة حياة الرجل كهذه، لكن من العدل أن نستنتج استنتاجين عامين من كلمات وأعمال هذا الرجل، قيافا، رئيس الكهنة الذي خطط لصلب المسيح. ١. أولا، قيافا كان متدينا جدا وتكلم بحق متعمق عن فداء المسيح الكفاري. قيافا كان زوج ابنة حنانيا رئيس الكهنة، وقد ظل في رتبة رئيس الكهنة لمدة ١٨ عاما، وهي مدة أطول من كل معاصريه. مع الأسف، يمكننا أن نعرف أي نوع من الرجال هو. مثلا، عدة مرات، حين كان د. هايمرز شابا، قيل له، "لا يمكنك أن تعظ بهذا،" أو "لا يمكنك أن تعظ هكذا." مع مرور السنين اتضح أن هذه النصائح كانت خاطئة. الذين قالوا له ذلك كانوا مهتمين بمراكزهم أكثر من اهتمامهم بالحق، كما هو في الكتاب المقدس. لا يمكن للواعظ أن يرضي الذين يهتمون فقط بالحفاظ على وظائفهم، وعدم إزعاج أحدا. كان قيافا من هذا النوع من الناس. كان يعلم أن يسوع يصنع "معجزات كثيرة" (يوحنا ١١: ٤٧)، لكنه كان مهتما فقط أن يوقف يسوع عن ذلك من منطلق سياسي. لقد كان يظن، "لو تركناه وشأنه سوف نخسر الكثير." لقد قال يسوع ما قاله وفعل ما فعله من منطلق الحب وطاعة الله. أما قيافا، فقد قال ما قاله وفعل ما فعله دون أدنى اعتبار لله. هناك كثيرون مثله اليوم في كنائسنا. لقد كان متدينا جدا. ولكن دون أن يدرك، تكلم بالحق عن موت المسيح الكفاري حين قال، "خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ" (يوحنا ١١: ٥٠). لذا، تكلم بالحق عن موت المسيح بديلا عن الخطاة، مكررا كلمات إشعياء، "وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا" (إشعياء ٥٣: ٥). لكن كن حذرا! يمكنك أن تعرف هذه الكلمات دون أدنى استفادة منها! هذه كانت حالة قيافا. كان يعرف الكلمات الصحيحة، ولكن لم يكن لها أي تأثير على حياته. هذا هو نفس رئيس الكهنة الذي هدد بطرس حين وعظ عن قيامة المسيح من الأموات. ولكن بسبب خوفه من الناس، هدد بطرس ثم أطلق سراحه (أعمال ٤: ٢١). ونجد أنه نفس رئيس الكهنة الذي ألقى بالرسل في السجن (أعمال ٥: ١٧- ١٨). لكن الرب أرسل ملاكا وفتح باب السجن وأطلقهم. أرسل قيافا ضباطا لإحضار بطرس ليمثُل أمام السنهدريم " لاَ بِعُنْف... لِئَلاَّ يُرْجَمُوا" (أعمال ٥: ٢٦). كان الكثير من الناس يستمعون إلى الرسل حتى خاف قيافا أن يرجموه إذا أصابهم بأذى! أحد الرجال في السنهدريم، واسمه غمالائيل، قال لقيافا والآخرين، "اتْرُكُوهُمْ! لأَنَّهُ إِنْ كَانَ هَذَا الرَّأْيُ أَوْ هَذَا الْعَمَلُ مِنَ النَّاسِ فَسَوْفَ يَنْتَقِضُ وَإِنْ كَانَ مِنَ اللهِ فَلاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنْقُضُوهُ لِئَلاَّ تُوجَدُوا مُحَارِبِينَ لِلَّهِ أَيْضا" (أعمال ٥: ٣٨- ٣٩). وافق قيافا وغيره مع غمالائيل. لكن ماذا فعلوا؟ هل صاروا مهتمين بالله؟ كلا! لقد ضربوا الرسل "وَأَوْصُوهُمْ أَنْ لاَ يَتَكَلَّمُوا بِاسْمِ يَسُوعَ ثُمَّ أَطْلَقُوهُمْ" (أعمال ٥: ٤٠). وَكَانُوا لاَ يَزَالُونَ كُلَّ يَوْمٍ فِي الْهَيْكَلِ وَفِي الْبُيُوتِ مُعَلِّمِينَ وَمُبَشِّرِينَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (أعمال ٥: ٤٢). لذا نحن نترك قيافا – ضعيفا، غير قادر أن يوقف الكرازة بالإنجيل وانتشار المسيحية. لم يخطر بباله أن يفكر في الله ويتوب عن خطيته. لقد أُخذ في لعبة السياسة – مولعا بالدين، بعيدا عن مخافة الله – حتى خرج من الكهنوت على يد حليف بيلاطس فيتلس بعد هذه الأحداث بسنتين في عام ٣٦ ميلادية بحسب يوسيفوس (القديمات، XVIII: ٤، ٢). لا نعرف ما حدث له بعد أن فقد منصبه. وُجد صندوق من الحجر الجيري به عظام أموات في أورشليم عام ١٩٩١ ومنقوش عليه اسم قيافا – ويرجح علماء الآثار أن هذا بالفعل كفنه (الكتاب التفسيري لعلماء الآثار، زندرفان، ٢٠٠٥، ص ١٦٠٩؛ مذكرة عن متى ٢٦: ٣). هو يُذكر فقط "كمسؤول عن الجزء القضائي من إعدام يسوع السجين البريء" (جون ج. دافيس، دكتوراه في اللاهوت، قاموس دافيس لكلمات الكتاب المقدس، بيكر للنشر، طبعة ١٩٧٨، ص ١١٤). ٢. ثانيا، قيافا، مثل قايين، لم يتب أبدا ولم ينل الخلاص. هناك أوجه تشابه كثيرة بين قيافا وقايين. عرف قايين أنه كان لا بد أن يأتي بذبيحة دموية، كما فعل هابيل. لكن قايين لم يتب، بل "قَامَ عَلَى هَابِيلَ أخِيهِ وَقَتَلَهُ" (تكوين ٤: ٨). هناك ارتباط في العهد الجديد بين قايين وأمثال قيافا. قال يوحنا الرسول، "لَيْسَ كَمَا كَانَ قَايِينُ مِنَ الشِّرِّيرِ وَذَبَحَ أَخَاهُ. وَلِمَاذَا ذَبَحَهُ؟ لأَنَّ أَعْمَالَهُ كَانَتْ شِرِّيرَةً، وَأَعْمَالَ أَخِيهِ بَارَّةٌ. لاَ تَتَعَجَّبُوا يَا إِخْوَتِي إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ" (١يوحنا ٣: ١٢- ١٣). قيافا، مثل قايين كان مسوقا بإبليس، "الشرير." مثل قايين، كان قيافا "من العالم." لم يكف عن الاستماع لإبليس. لم يترك "العالم" ليخدم الرب. إن روح المجتمع اليهودي بقمران، والذي أنتج مخطوطات البحر الميت كانت تنتقد قيافا بشدة وأسموه "الكاهن الشرير" (الكتاب التفسيري لعلماء الآثار، ذات المرجع). قايين وقيافا يحذران بشدة المتدينين غير المؤمنين. كل من قايين وقيافا عرف عن ذبيحة الدم. كل من قايين وقيافا تكلم إليهما الله مباشرة. الله الابن تكلم مباشرة مع قيافا – كما فعل مع قايين (تكوين ٤: ٦- ٧). كل من قايين وقيافا تجاهل صوت الله المتكلم إلى ضميره، ومضى قدما في حياة متمركزة حول الذات. كل من قايين وقيافا سيقف أمام المسيح في الدينونة الأخيرة، وسيقول لهما، "إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ" (متى ٧: ٢٣). ثم سيطرحا "إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ" (متى ٨: ١٢). أنا أحذركم في هذا الصباح – تأكدوا أنكم تفكرون في الله! تأكدوا أنكم تفكرون في خطيتكم! تأكدوا أنكم لا تقولون فقط "الصواب"! تأكدوا أنكم تعترفون بخطاياكم! "اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا. لِيَتَحَوَّلْ ضِحْكُكُمْ إِلَى نَوْحٍ وَفَرَحُكُمْ إِلَى غَمٍّ" (يعقوب ٤: ٩). تأكدوا أنكم تختبرون تغييرا حقيقيا – وأنكم تواجهون يسوع المسيح وجها لوجه وأنتم مغسولين من "خطاياكم بدمه" (رؤيا ١: ٥). لا تنتظروا! لا ترفضوا أن تأتوا إلى يسوع! لا تتمهلوا حتى ييأس الله منكم ويسلمكم إلى ذهن مرفوض! طويلا أهملت المخلص. طويلا تمسكت بخطيتي. طويلا عللت رفضي، والآن أنا تائه بدونه. الوقت قد تأخر، تأخر جدا! وهو يقرع على الباب، ويسوع المخلص الحلو، ينادي ثانية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حب الرجل لزوجته الذي يأتي بعد محبة المسيح |
الرجل الذى لطم المسيح |
جواب المسيح الذي أراد أن يمتحن الرجل الذي طلب إتباعه |
قيافا الذي كان رئيساً للكهنة |
المسيح هو الرجل الذي مجَّده الله |