يرمز الصليب إلى الألم 0 و الصلبان الثلاثة ترمز إلى ثلاث حالات صليب المسيح يرمز إلى الألم من أجل البر 0 و الصليبان الآخران يشيران إلى الألم بسبب الخطية كعقوبة 0 و ينقسمان إلى نوعين 0 نوع يتألم بسبب خطاياه ، فيتوب و يرجع 0 و الآخر يتألم بسبب خطاياه ، و لكنه يشكو و يتذمر و يموت فى خطاياه 000
والصليب الذى لأجل البر ، هو أيضاً على أنواع : منها صليب الحب و البذل ، مثل صليب المسيح ، الذى تحمل الألم لكى ينقدنا " و ليس حب أعظم من هذا ، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه " 00
وهناك صليب آخر فى العطاء ، و أعظم عطاء هو العطاء من العوز ، حيث تفضل غيرك على نفسك ، و تعتاز لكى يأخذ غيرك ، مثلما أعطت الأرملة من أعوازها 00
و هناك أيضاً صليب الإحتمال : تحويل الخد الآخر ، و سير الميل الثانى 0 ليس فقط أن يحتمل الإنسان إساءات الناس إليه ، بل أكثر من هذا أن يحسن إلى هؤلاء المسيئين ، بل أيضاً أن يحبهم ! 00 من يستطيع هذا ؟ 00 إنه صليب 00
هناك صليب آخر فى الجهاد الروحى : فى انتصار الروح على الجسد ، فى احتمال متاعب و حروب العالم و الجسد و الشيطان 00 فى صلب الجسد مع الأهواء 00 فى الإنتصار على الذات ، فى الدخول من البابا الضيق 00
و الصليب هو التألم لأجل البر 0 هذا فقط المبتدئين 00 أما للكاملين فيتحول الصليب إلى لذة و متعة 00
نشعر بضيق البابا فى أول الطريق 0 و لكننا بعد ذلك نجد لذة فى تنفيذ الوصية ، و نحبها 0 و حينئذ لا يصير الطريق كرباً 00 و الصليب الأول يصير متعة 00
كان الإستشهاد صليباً ، ثم تحول إلى متعة 0 و صار القديسون يشتهون الإستشهاد ، و يشتهون الموت ، و يفرحون به 00 و التعب من أجل الرب اصبح لذة و متعة ، و الألم أيضاً 0
و هكذا اعتبر الكتاب أن الألم هبة من الله 00
" وهب لكم ، لا أن تؤمنوا به فقط ، بل أن تتألموا لأجل إسمه " متى يصبح الصليب فى حياتنا متعة ؟