رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا بقلم الاب القمص أفرايم الأنبا بيشوى + نحن مدعوين للإيمان بالله، فنحيا إيماننا المسيحي فى ثقة بالله وإيقان بمحبته وحضوره ورحمته وعدله وعلي رجاء الحياة الأبدية ومكأفاة الأبرار ودينونة الأشرار دون أن نري بعيوننا المجردة الله لكن بالروح نفهم ونحيا الروحيات { مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ للَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ. لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هَكَذَا أَيْضاً أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ. وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ. الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضاً لاَ بِأَقْوَالٍ تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ.وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً.}( 1كو 9:2-14) الحياة الروحية فوق مستوى الحواس والعقل وأن كان الإيمان لايتنافي مع العقل السليم. + الإيمان هو ايقان بالامور الروحية التي لا ترى يعلنها لنا الله بروحه القدوس {الإيمانُ فهو الثقَةُ بما يُرجَى والإيقانُ بأُمورٍ لا تُرَى} (عب 1:11(. ولهذا عاتب السيد المسيح القديس توما الرسول الذى شك فى قيامة المخلص من بين الأموات قائلا ( لأنَّكَ رأيتَني يا توما آمَنتَ! طوبَى للذينَ آمَنوا ولم يَرَوْا} (يو 29:20). وقد صنع السيد المسيح له المجد العديد من المعجزات لأهداف روحية ليقوى إيماننا وكشفقة منه بنا ورحمة منه فشفي المرضى ليبرهن علي شفائه للطبيعة البشرية التي مرضت وفسدت بالخطية وأخرج السيد المسيح الشياطين من أجساد الناس ليعلن سلطانه علي الشيطان وتحريره للمستعبدين لإبليس وأشبع الجموع من خمس خبزات وسمكتين كان حنان منه على الجموع الجائعة، وليعلن لنا أنه مصدر الشبع الجسدى والروحي. أقام السيد المسيح الأموات فهو قد جاء ليُقيمنا من موت الخطية، ويحيينا حياة أبدي. هداء السيد الريح والامواج الثائرة ليكون لنا إيمان أنه قادر أن يسكت صخب نفوسنا وشهواتها ويهبنا سلامه الكامل. + بدون إيمان لا يمكن أن نرضى الله { وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ} ( عب 6:11) بدون الإيمان لا يمكن أن نرضى الله { وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ} ( عب 6:11). فالإيمان هو عقيدة مستقيمة وحياة روحية سليمة فيها تظهر ثمار الإيمان في حياة المؤمن { من ثمارهم تعرفونهم.. كل شجرة جيدة تصنع أثمارًا ردية. ولا شجرة ردية أن تصنع أثمارًا جيدة. فإذن من ثمارهم تعرفونهم}(متى 7: 16-20). وبهذا نعرف أننا قد عرفنا الله {إن حفظنا وصاياه، من قال قد عرفنه، وهو لا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه} (1يو 2: 3، 4). وبالإيمان يتغلب المؤمن على كل قوى الشر والمادية والظروف الصعبة المحيطة ويقول { كل شيء مستطاع للمؤمن}( مر9: 23). + الله يدرك بحكمته ما هو نافع لخلاصنا وتنقيتنا ولابديتنا ونحن نطلب أن يتمجد الله فى حياتنا ويقودنا فى موكب نصرته ويصنع معنا حسب أرادته الصالحة وحتى إن لم تحدث معنا المعجزات أو سمح الله للمؤمنين بالضيقات فالله دعانا للدخول من الباب الضيق والطريق الكرب { بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله }(اع 14 : 22). أننا نؤمن بالله ونثق فيه ونسلم حياتنا له سواء صنع معنا المعجزات أو سمح بالتجارب والضيقات. لاننا نثق فى حكمة الله ومحبته لنا. حتى لو سمح بمرض أو أنتقال أحد الأحباء ففى إيماننا نسلم حياتنا لله ونثق ان أنتقالنا بالموت الي السماء لنكون مع الله كل حين. فلقد عمل الله المعجزة فأخرج بطرس من السجن، لكنه سمح قبلها مباشرة بأن يُقتل يعقوب بالسيف في نفس السجن وعمل الله المعجزة قديما مع الثلاثة فتية القديسين فأطفأ لهيب النار لهم، لكنه سمح أن يموت بعض القديسين بفعل النيران. وشفي الكثيرين لكن عندما طلب منه القديس بولس الرسول أن يشفيه بمعجزة لم ينال الشفاء بل وهبه الله نعمة تسنده وتقويه فى مرضه { ولِئلا أرتَفِعَ بفَرطِ الإعلاناتِ، أُعطيتُ شَوْكَةً في الجَسَدِ، مَلاكَ الشَّيطانِ ليَلطِمَني، لِئلا أرتَفِعَ. مِنْ جِهَةِ هذا تضَرَّعتُ إلَى الرَّب ثَلاثَ مَرّاتٍ أنْ يُفارِقَني. فقالَ لي: تكفيكَ نِعمَتي، لأنَّ قوَّتي في الضَّعفِ تُكمَلُ. فبكُل سُرورٍ أفتَخِرُ بالحَري في ضَعَفاتي، لكَيْ تحِلَّ علَيَّ قوَّةُ المَسيحِ} (2كو 7:12-9). فالله بحكمته يفعل ويسمح بما صالح لنا ونحن نؤمن أن كل الأشياء تعمل للخير للذين يحبون الله. |
|