* هكذا تتوهج أمامنا نبوة، في وسط أتعابنا وأحزاننا الليلية، مثل مصباح في الظلمة، حتى يأتي فجر النهار، كوكب الصبح يطلع في قلوبنا (2 بط 1: 19) فإنه طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله؛ عندئذ يمتلئ البار بتلك الطوبى التي يجوع إليها الآن ويعطش (مت 5: 6، 8). بينما يسيرون بالإيمان هم متغربون عن الرب (2 كو 2: 6). من هنا تأتي الكلمات: "أمامك شبع سرور" (مز 16: 11)، "بالغداة يقفون وينظرون إلى فوق" (راجع مز 5: 3)... "أشبعنا بالغداة من رحمتك" [14]، عندئذ يشبعون، وكما قيل في موضع آخر: "أشبع حين يُعلن مجدك" (راجع مز 17: 15)...
"فلنبتهج ونفرح كل أيامنا" [14]. تلك الأيام هي أيام بلا نهاية، توجد كلها معًا. بهذا فهي تشبعنا، لأنها لا تعطي مجالًا لأيام تلحقها، إذ لا توجد أيام بعد تلحق بنا، ولا توجد أيام تنتهي لأنها تعبر. كل الأيام معًا. إنه يوجد واحد فقط يبقى دون أن يعبر، إنها الأبدية عينها.
القديس أغسطينوس