بعد أن طلب داود من الله الغفران والتطهير، عاد يطلب من الله أن يعطيه فرصة الخدمة.
قال لله: «أُعَلِّم ٱلأَثَمَةَ طُرُقَكَ» لقد سقط داود وتعب وعمل الإثم، ورأى نتيجته المُرّة، ولذلك فهو يريد أن يحذِّر الأثمة من طريقهم الشرير، ويهديهم إلى طريق الرب، لأن من ردّ خاطئاً عن ضلال طريقه، ينقذ نفس الخاطئ من الموت ويستر كثرة من الخطايا التي كان الخاطئ التائب سيرتكبها لو لم يتُب (يعقوب ٥: ٢٠).
ثم يقول داود: «يُخْبِر فَمِي بِتَسْبِيحِكَ». كان داود قد نظّم مدرسة الأنبياء وأدخل فيها تعليم الترتيل والموسيقى، وهو يريد أن تستمر خدمة الترنيم والتسبيح.
ثم قال داود لله إنه يريد أن يبني أسوار مدينة الله. الخطيئة تهدم السور الذي يحمي النفس. وإن كان الشعب قد رأى داود يخطئ، فإن الخطيئة تهون أمامهم، لأن الناس على دين ملوكهم، ويريد داود أن يضيّع تأثير خطئه، فطلب من الله أن يعطيه فرصة الخدمة وبناء سور مدينة الله.
يا ليتنا نعترف إلى الله بعد أن نخطئ، لنجد من الله مغفرة لخطايانا. لا تترك الخطية دون أن تعترف بها، فالمرنم يقول: «قُلْتُ: أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي» (مزمور ٣٢: ٥).