ويلاحظ أن في البشارة يقول الملاك جبرائيل: "قوة العليّ تظللكِ (إبيسكيازين)" (لو 1: 35)، مستخدمًا نفس الفعل "ابيسكيازين" (في العبرية شكن أي يسكن) الذي اُستخدم في خيمة الاجتماع، حيث كان الله يسكن في وسط شعبه، وهو ذات الفعل الذي اُستخدم في لحظات تجلّي السيد المسيح، حيث كان الرب حاضرًا وسط اثنين من أنبيائه وثلاثة من تلاميذه حيث كانت السحابة تظللهم. جاء في سفر الخروج (40: 35) أن موسى لم يكن قادرًا على دخول الخيمة، لأن الرب سكن "شكن" فيها ومجد الرب ملأها، أما القديسة مريم فهي الخيمة الحقيقية التي سكن الرب فيها وسط شعبه. إن موسى لم يستطع أن يدخل الخيمة بسبب مجد الله، فمن يقدر أن يقدر أن يتفهَّم سرّ القديسة التي حملت الله نفسه في أحشائها المقدسة؟ جاء في ثيؤطوكية الأحد: [من يقدر أن ينطق بكرامة القبة التي صنعها موسى على جبل سيناء؟! شبَّهوك بها، يا مريم العذراء، القبة الحقيقية، التي في داخلها الله.]