رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لَمَّا كُنتُ معَهم حَفِظتُهم بِاسمِكَ الَّذي وَهَبتَه لي وسَهِرتُ فلَم يَهلِكْ مِنهُم أَحَدٌ إِلاَّ ابنُ الهَلاك فتَمَّ ما كُتِب " ابنُ الهَلاك " فتشير إلى تعبير عبري בֶּן־הָאֲבַדּוֹן الذي يُظهر أنَّ عمل الخاطئ يؤدي به حتمًا إلى الهلاك. وليس في هذا تضمين إنَّما هناك تعيِّين سابق للدَّينونة؛ إنما يشير هذا التَّعبير إلى كل من كان سلوكه يميل إلى الهلاك يدمّر ذاته حين يفعل ما يفعل. ويدل هذا التَّعبير هنا على يهوذا الذي سلَّم نفسه للهلاك واستحقه بسبب فساد قلبه وآثامه وعدم توبته، إذ فضّل المال وخيانة يسوع معلمه الإلهي (يوحنا 13: 2، 27، 30) على محبته فغرق في ظلمة الليل. كان يهوذا مدعوًا للحياة مع جماعة الرُّسل، لكنَّه طلب الموت ليسوع ثم لنفسه فصار ابن الهلاك. ولهذه العبارة مغزى رؤيوي كما صرّح يسوع: "أمَّا أنا اختَرتُكُم أَنتُمُ الِاثنَيْ عَشَر؟ ومعَ ذلك فواحِدٌ مِنكم شَيطان" (يوحنا 6: 70) وهذا ما يؤكده بولس الرَّسول بقوله:" فلا بُدَّ قَبلَ ذلِكَ أَن يَكونَ ارتِدادٌ عنِ الدِّين، وأَن يَظهَرَ رَجُلُ الإِلْحاد، اِبْنُ الهَلاك" (2تسالونيقي2: 3). وهكذا فإن أبناء العَالَم الذين يرفضون كلمة المجد والخلاص ويكرسون طاقاتهم لتحطيم الإيمان الحي، يُحطِّمون أنفسهم وهم لا يدرون. ويعلق بطريرك القدس، الكردينال بيير باتيستا: "يحذّرنا الرَّب هنا من أن الطريق ليس سهلاً. هناك خطر الضياع، بمعنى أننا قد نفشل في مكرّسين في الحقيقة. والمثال على هذا الهلاك هو يهوذا الإسخريوطي، الذي لا يدعوه يسوع باسمه، بل يعرّفه على أنه ذلك الذي ضلّ الطريق، والذي لم يبقَ صادقًا ولم يتحد مع إخوته" (عظته في الأحد السابع للزمن الفصحى ب، 2024). |
|