رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حفل تكريم تقيم الكليات والمعاهد والمدارس حفلات تكريم للخريجين... أما حفل التكريم هذه المرة فيقام في السماء، ويحضره الجالس على العرش بمجده، والخروف القائم، الذي وُصفَ بالقول: كأنه مذبوح، وعدد الخريجين جمع كثير من كل الأمم، كقوله: "بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ" (رؤ 7: 9). والمدرسة التي تخرجوا منها هي مدرسة الضيقة العظيمة، وزي الحفل المسموح به للحضور هو الثياب البيضاء المُغَسّلة، والمُبَيّضة في دم الخروف. أما المكافأة الممنوحة لهم فهي التواجد في حضرة الله وحلوله فوقهم، ورعاية الخروف لهم، كقوله: "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ اللهِ، وَيَخْدِمُونَهُ نَهَارًا وَلَيْلًا فِي هَيْكَلِهِ... لأَنَّ الْخَرُوفَ الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ، وَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ" (رؤ 7: 15-17). إن الضيق مدرسة لإعداد النفس وتدريبها، لتؤهل لملكوت الله، كقوله: "بَيِّنَةً عَلَى قَضَاءِ اللهِ الْعَادِلِ، أَنَّكُمْ تُؤَهَّلُونَ لِمَلَكُوتِ اللهِ الَّذِي لأَجْلِهِ تَتَأَلَّمُونَ أَيْضًا" (2تس 1: 5). القارئ العزيز... لقد تدرب القديسون على الفضائل في مدرسة الضيق، لذلك لا تتعجب إذا وجدت المتألمين يشكرون الله، ولا تتعجب إذا وجدتهم قد غفروا لمن أساء إليهم، ولا تتعجب أيضًا إذا وجدتهم يتمتعون بحالة روحية سامية وعلاقة قوية بالله، ولا تتعجب إذا رأيت وجوههم تَشعّْ بالسلام. إن الصابرين في الضيق هم الذين ثَبَّتوا وجوههم نحو الله، ولهذا يرأف الله بهم، وينقيهم من ضعفاتهم، كقوله: "كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ" (يو 15: 2).. حتمًا سيهبهم الله المكافأة العظمى، لأنهم قرروا الثبات فيه، كقوله: "إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ" (يو 15: 7). هؤلاء المُخلِصون سيطهرهم الله بدمه، ليتمكنوا من الوقوف أمام عرش الله والخروف، كقوله: "وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ" (رؤ 12: 11). إن إله المجد يحل بنعمته العجيبة، وقوته على المتألمين لأنه يجد راحته فيهم، كقول الكتاب: "إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ، فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ. أَمَّا مِنْ جِهَتِهِمْ فَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَتِكُمْ فَيُمَجَّدُ" (1بط 4: 14). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تكريم للعذراء هو تكريم لسر التجسد |
مريم أعظم تكريم، تكريم يفوق الملائكة |
تكريم التواضع |
تكريم كل عضو |
ليك في السما تكريم خاص |