يُبيِّن النص الإنجيلي أن المَعنيِّين بسماع كَلِمة الله هم " يَنظُرونَ ولا يُبصِرون، ولأَنَّهم يَسمَعونَ ولا يَسمَعون ولا هم يَفهَمون" (متى 13: 13). في الواقع، نميّز بين "لأنهم ينظرون" أي ما يعود إلى الله (النعمة) وبين "لا يبصرون " أي ما يرتبط بالاختيار عند البشر (الحُرّيّة). فنحن أمام لاهوت الحُرّيّة والنعمة. فالحد الفاصل يمر في قلب الإنسان. فالتلاميذ تسلموا مفتاحًا ليفهموا سرَّ ملكوت الله، ويبقى عليهم أن يستعملوه (مرقس 4: 13).
لا يريد يسوع عَمَى النَّاس، بل هو يكتفي بإثباته، اختار السيد المسيح التكلّم بالأمثال مع الذين يستمعون لكي يُدركوا قساوة قلوبهم وعدم قدرتهم على الإصغاء والترحيب والفهم.