رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فاحذَروا أَن يُثقِلَ قُلوبَكُمُ السُّكْرُ والقُصوفُ وهُمومُ الحَياةِ الدُّنيا، فَيُباغِتَكم ذلِكَ اليَومُ تشير عبارة "فاحذَروا" إلى النظر حولكم من كل جانب بعيون دائمة السهر لحراسة أنفسكم خوفا من الخطيئة. لذلك ينبِّه بولس الرسول المؤمنين بقوله" ْلنَخلَعْ أَعمالَ الظَّلام ولْنَلبَسْ سِلاحَ النُّور. لنَسِرْ سيرةً كَريمةً كما نَسيرُ في وَضَحِ النَّهار. لا قَصْفٌ ولا سُكْر، ولا فاحِشَةٌ ولا فُجور، ولا خِصامٌ ولا حَسَد. بلِ البَسوا الرَّبَّ يسوعَ المسيح، ولا تُشغَلوا بِالجَسَدِ لِقَضاءِ شَهَواتِه" (رومة 13: 12-13). هذه الأمور التي حذّر المسيح تلاميذه منها هي التي تعيقهم عن الاستعداد الذي يقتضيه مجيئه الثاني، وهي محبة العالم واللذات الجسدية وزيادة الاهتمام بأمور هذه الحياة. أمَّا عبارة "يُثقِلَ قُلوبَكُمُ" فتشير إلى تنويم الضمير لان التعلق بشهوات الحياة الأرضية يُخدر القلب ويُنسي "ذلك اليوم". لأنه إن لم يكترث الإنسان للقاء الرب والاتحاد معه الآن فأنه يملئ فراغه بالسُّكْرُ والقُصوفُ وهُمومُ الحَياةِ الدُّنيا للهروب من الشعور بالوحدة وبالتالي يُخاطر بوجوده ونجاته في الحياة الآخرة.أمَّا عبارة "السُّكْرُ" في الأصل اليوناني κραιπάλη (معناها الخمرة) فتشير إلى شرب الخمر الذي يُفقد الإنسان سيطرته على ذاته، فلا تعود إرادته تتحكّم في حياته، والإنسان الّذي لا يتحكّم بذاته يكون ضعيفاً وفريسة للشر، لأنه حياته فاقدة الإرادة والرشد وبالتالي فاقدة الوجهة الصحيحة. فالسكِّير يُشبه مركباً دون دفّة قيادة؛أمَّا عبارة "القُصوفُ" في الأصل اليوناني μέθῃ (معناها السكر) فتشير إلى غياب عقلُ المرء وإدراكُه ووعيه نتيجة شرب الخمر. هذا هو وضع أولئك الذين ليس لديهم أفق آخر لحياتهم الخاصة، سوى اللحظة الآنيّة وهذه الدنيا بملذاتها، فيبحثون عن الطرق لملء الفراغ، وللهروب من الشعور بالوحدة. ويُعلق القديس باسيليوس الكبير "يوجد حولكم غنى وفنون وكل مباهج الحياة، يلزمكم ألا تهتموا إلا بنفوسكم اهتمامًا خاصًا". |
|