رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محبة الخير الذي يحب الله، بالضرورة يحب الخير ويحب حياة القداسة. محبة الإنسان لله توصل إلى محبة الفضيلة. كما أن محبة الفضيلة توصل أيضًا إلى محبة الله، وتجعله يرتفع عن مستوى الصراع مع الخطية، لأنه ما عاد يحبها، بل أصبح يشمئز منها. لأنه ثبت في الله، ولله نور، والخطية ظلمة، ولا شركة للنور مع الظلمة.. الذي يحب الله، يصبح هيكلًا للروح القدس، والروح القدس يسكن فيه، ويعمل به ومعه. وهو لا يمكن أن يسمح لنفسه بأن يخزن روح الله الذي فيه بخطية من الخطايا، لذلك لا يخطئ.. وهو يعرف تمامًا أنه لو أخطأ، يقول له الرب كما قال لملاك كنيسة أفسس (عندي عليك أنك تركت محبتك الأولي) (رؤ2). ولكن الإنسان المحب لله حقًا، هو ثابت في محبته، وثابت في حياة القداسة التي بدونها لا يعاين أحد الرب. وفي محبته للخير، لا يجاهد للوصول إلى التوبة لأنه قد اجتاز هذه المرحلة، إنما كل جهاده هو للنمو في حياة البر وعمل الخير. إنه جهاد إيجابي، وليس جهادًا سلبيًا. هو انتقال في حياة القداسة من درجة إلى درجة أعلي،. إنه جهاد لذيذ بلا تعب داخلي. فهو في محبته للرب، قد دخل إلى راحة الرب، واسترحت روحه فيه. دخل إلى سبته الروحي الذي لا ينتهي، يتدرج فيه خير إلى خير أكبر بلا تغضب، بل في متعة روحية، يفعل الخير تلقائيًا بلا غضب.. هذا الذي يحب الخير لا يحتاج إلى الوصية التي تدعوا إلى الخير. بل يصنع الخير بطبيعته الخيرة، إذ صار الخير من مكونات طبيعية كصورة الله. الذي يحب الله ويحب الخير، يفعل الخير كشيء عادي طبيعي، كالنفس الذي يتنفسه، دون أن يستشعر في داخله أنه يعمل شيئًا زائدًا أو عجيبًا، دون أن يأخذه الزهو بما عل. ولهذا فهو لا يفتخر مطلقًا بشيء من فضائله، لأنه يراها شيئًا عاديًا وثانيًا لأنه من محبته لله، ينسب كل شيء حسن يعمله إلى عمل الله. كما قال بولس الرسول (لا أنا بل نعمة الله العاملة معي) (1كو15). |
|