رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سر الشركة المقدسة يتغنى الكثيرون بفاعلية التكنولوجيا الحديثة (الإنترنت) في تقديم كلمة الله وسط ضيقة كورونا، وهذا قولٌ حق. ولكن هذا لا يُغني عن اجتماعنا معًا في الكنيسة حول الذبيحة المقدسة، مع الرب الحال في وسطنا، وبحضور محفل ملائكته القديسين، كقوله: "بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ" (عب 12: 22). إن اجتماعنا في الكنيسة يمثل الشركة المقدسة، التي دعينا إليها، والتي سوف نسعد بها في السماء. وحينما نجتمع معًا في القداس الإلهي نُحْسَب كأننا قائمين في السماء، حيث تتلاشى كبرياء ذواتنا، ونتمتع بشركة مع الله ومع بعضنا، كقول الكتاب: "الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (1يو1: 3). إن أساس هذه الشركة هو المحبة والقداسة، كقول القديس يوحنا الحبيب: "وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ" (1يو1: 7). ولهذا نصلي في القداس الإلهي صلاة الصلح، التي في نهايتها ينادي الشماس على الشعب، ليُقَبِلّوا بعضهم بعضًا، ذلك لأن المحبة والصلح والسلام شروط قيام هذه الشركة المقدسة ورباطها المتين. إن شركتنا مع بعضنا بعض أساسها ذبيحة حب المسيح، الذي يعطينا خلال القداس الإلهي جسده المكسور عنا، لنأكله فنتحد به، ودمه المسفوك عنا، لنشربه، وهو غفرانًا لخطايانا. وتؤكد صلوات الكاهن أثناء القداس على الشركة والوحدانية التي تتحقق من خلال القداس، بقوله: "اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نتناول من قدساتك، طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا، لكي نكون جسدًا واحدًا، وروحًا واحدًا، ونجد نصيبًا وميراثًا مع جميع القديسين.." إننا نؤمن بضرورة إتمام هذا السر، الذي يوحد المؤمنين معًا مع مسيحهم القدوس، ليَمثُلوا في حضرة الله المباركة، بحسب وصف الكتاب للكنيسة: "وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ" (عب 12: 23). نطلب من الله زوال الغمة قريبًا، مترقبين في لهفة انتظام القداسات مرة أخرى، لننعم بالشركة المقدسة، التي لا مثيل لها، ولا عوض عنها في أي ممارسة روحية أخرى. |
|