رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إبراهيم في أرض الجنوب «وَانْتَقَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْضِ الْجَنُوبِ، وَسَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ وَشُورَ ،وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ» ( تكوين 20: 1 ) لقد ارتحل إبراهيم جنوبًا. ويُعطينا الجنوب صورة للظروف المُيَّسرة التي غالبًا ما تكون محفوفة بالمخاطر. لقد «سَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ وَشُورَ، وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ». و“قَادِشَ” تعني “أُفرِزَ” أو “خُصِّص لغرض”. وهو ما يُعطينا وصفًا جميلاً لعمل الله مع إبراهيم، ومع كل المؤمنين أيضًا. و“شُور” تعني “موضع ملاحظة”. ألا يُرينا ذلك، أنه رغم أننا تقدسنا لله، إلا أننا نتلفت أحيانًا إلى الناحية الأخرى لنراقب ما يفعله الآخرون؟ ربما لديهم مجال للعمل أوسع منا، حتى ولو كان في خدمة الرب. أو لهم من النجاح الزمني ما يفوق نجاحنا. ربما أوقاتهم أكثر متعة وجاذبية من أوقاتنا. لكن مهما كان لهم، ينبغي أن يتذكَّر كل ابن لله أنه أُفرِزَ لغرض مُحدد. ولأنه ملكٌ للرب، فعليه أن ينقاد دائمًا وراء الرب، وليس وراء ملاحظاته الشخصية. هل نتعجب أن ما تلا هذا الارتحال أنه مضى «وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ»؟ “جرار” المدينة الفلسطينية التي تعني “يجر بعيدًا”. فلو انجرفنا وراء ملاحظاتنا الشخصية فمن المتوَّقع أن نُجَرُّ بعيدًا عن مكان الانفصال المُطلق إلى الرب. لكننا نشكر الرب أن زيارة إبراهيم إلى جَرَار كانت مؤقتة، ومع ذلك فقد أوقعته في اختبار مُذل. لقد أوقع إبراهيم نفسه في ذات الورطة التي كان قد وقع فيها عندما انحدر إلى مصر، قائلاً عن سارة إنها أخته، عوض أن يقول إنها امرأته ( تك 12: 10 -13). فعندما يُخطئ المؤمن عن السير بالإيمان، يُعطي للعالم انطباعًا خاطئًا عن علاقته الحقيقية. لذلك دعنا لا نخاف ولا نخجل من أن نُعلِن انتماءنا إلى الرب يسوع المسيح. نحن خاصته، وقد انفصلنا لغرض مسرته. لنتجنب إذًا التعرّض لمثل هذه التجارب المُهينة، إذا كنا مُخصَّصين للرب وحده، كما هو لنا. |
|