منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 09 - 2013, 07:37 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

نحميا القائد
نحميا القائد


كان نحميا قائداً ماهراً عرف كيف يقود أمة قد أعيتها المحن، ودمرتها الخطية، إن أول ما تميز به نحميا في قيادته لشعبه هو تواضعه وانضمامه للشعب، ففي صلاته يضع نفسه ضمن الشعب الخاطئ، فلم يُصَّلِ قائلاً: "اغفر يا رب خطايا الشعب"، لكنه وضع نفسه واحداً ضمن الشعب المحتاج لغفران الله، كذلك أظهرت صلاته، عمق المحبة التي ملأت قلب نحميا تجاه شعبه، وهكذا كان قادة شعب الله العظماء دائماً، موسى (خروج 32)؛ ويشوع (يشوع 7)، وغيرهم.

وكان نحميا أيضاً على استعداد لترك منصبه والتضحية به، وتحمل المشقة وعناء السفر وغيرها من صعوبات واجهته، وكان ذلك دليلاً آخر على تواضعه وحبه لشعبه، كان بمثابة واحداً منهم، لم يتعال عليهم، وحين أصبح والياً لم يترفع عليهم ولم يثقل كاهلهم بالضرائب التي وضعها الولاة السابقون. يقول: "وَأَيْضاً مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي أُوصِيتُ فِيهِ أَنْ أَكُونَ وَالِيَهُمْ فِي أَرْضِ يَهُوذَا مِنَ السَّنَةِ الْعِشْرِينَ إِلَى السَّنَةِ الثَّانِيَةِ وَالثَّلاَثِينَ لأَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً، لَمْ آكُلْ أَنَا وَلاَ إِخْوَتِي خُبْزَ الْوَالِي. وَلَكِنِ الْوُلاَةُ الأَوَّلُونَ الَّذِينَ قَبْلِي ثَقَّلُوا عَلَى الشَّعْبِ .. وَأَمَّا أَنَا فَلَمْ أَفْعَلْ هَكَذَا مِنْ أَجْلِ خَوْفِ اللَّهِ، وَتَمَسَّكْتُ أَيْضاً بِشُغْلِ هَذَا السُّورِ، وَلَمْ أَشْتَرِ حَقْلاً. وَكَانَ جَمِيعُ غِلْمَانِي مُجْتَمِعِينَ هُنَاكَ عَلَى الْعَمَلِ .. وَمَعَ هَذَا لَمْ أَطْلُبْ خُبْزَ الْوَالِي لأَنَّ الْعُبُودِيَّةَ كَانَتْ ثَقِيلَةً عَلَى هَذَا الشَّعْبِ. اذْكُرْ لِي يَا إِلَهِي لِلْخَيْرِ كُلَّ مَا عَمِلْتُ لِهَذَا الشَّعْبِ" (نحميا 5: 14- 19).
كان نحميا رجلاً ذا رؤيا واضحة ومحددة المعالم، فحين سأله الملك عن طلبه الذي يزيح حزنه، كانت إجابته تنم عن رجل يعرف ما يريده، كانت لديه رؤيا عما سيفعله، وما هي احتياجاته، وكم من الوقت سيستغرق العمل، وحين وصل لأورشليم عرف كيف يبدأ، فقام ليلاً ليتفحص الأمر في واقعه الطبيعي، وليطابقه بخطته المزمع إتمامها، وحين تحرى الأمر جيداً استطاع أن ينهض الشعب واضعاً نفسه كواحد منهم قائلاً: "هَلُمَّ فَنَبْنِيَ سُورَ أُورُشَلِيمَ وَلاَ نَكُونُ بَعْدُ عَاراً». وَأَخْبَرْتُهُمْ عَنْ يَدِ إِلَهِي الصَّالِحَةِ عَلَيَّ، وَأَيْضاً عَنْ كَلاَمِ الْمَلِكِ الَّذِي قَالَهُ لِي" (نحميا 2: 17،18)؛ كانت رسالة نحميا رسالة مشجعة، كما كان اختباره دافعاً آخر شجع به سامعيه، أكد لهم أن الله وراء هذا العمل، وما أجمل أن تكون القيادة على يقين من أن ما تعمله مؤيد من الله، مما ينعكس على الرعية ويستنهض همتها للعمل، وحين يكون القائد بنفسه عضواً فعالاً في العمل فمن الطبيعي أن يكون رد الفعل هو ".. «لِنَقُمْ وَلْنَبْنِ». وَشَدَّدُوا أَيَادِيَهُمْ لِلْخَيْرِ".
كان نحميا يدرك حجم العمل وصعوبته، فوضع خطته معتمداً على روح الفريق، فالعمل هائل، ويحتاج لمشاركة الجميع، ولا عجب في ذلك!
كانت طريقة نحميا هي تقسيم العمل على الجميع، ومن خلال تنظيم دقيق قسَّم العمل على بيوت وعائلات الشعب، فكان لكل واحدٍ نصيبه من العمل، مما جعل للشعب قلبٌ للعمل، فحين يكون العمل في القلب، يكون هناك قلبٌ في العمل (نحميا 4: 6)؛ هذه الخطة ساعدت في إتمام بناء السور في اثنين وخمسين يوماً فقط، يكتب نحميا فيقول: "وَكَمِلَ السُّورُ فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ أَيْلُولَ فِي اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ يَوْماً" (نحميا 6: 15).
كان نحميا قائداً يعرف الأزمات والمضايقات التي ستعترضه، لكنه كان يعرف أيضاً قوة إلهه والنجاح المضمون حين يبدأ، هذا ما جعله واثقاً في الرد على أعدائه، حينما هزأوا به وبمجموعة العمل من حوله قائلاً: "فَأَجَبْتُهُمْ: «إِنَّ إِلَهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ لَكُمْ نَصِيبٌ وَلاَ حَقٌّ وَلاَ ذِكْرٌ فِي أُورُشَلِيمَ" (نحميا 2: 20).
كان نحميا قائداً شجاعاً استطاع أن يقود شعبه للعمل وسط كل التهديدات التي تعرض لها سواء من الخارج أو الداخل، فحين اجتمع "سَنْبَلَّطُ وَطُوبِيَّا وَالْعَرَبُ وَالْعَمُّونِيُّونَ وَالأَشْدُودِيُّونَ أَنَّ أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ قَدْ رُمِّمَتْ وَالثُّغَرَ ابْتَدَأَتْ تُسَدُّ، غَضِبُوا جِدّاً، وَتَآمَرُوا جَمِيعُهُمْ مَعاً أَنْ يَأْتُوا وَيُحَارِبُوا أُورُشَلِيمَ وَيَعْمَلُوا بِهَا ضَرَراً" (نحميا 4: 7- 8)، صلى نحميا إلى الله، وأقام حراساً نهاراً وليلاً، لم يُرِد نحميا عملاً متراخياً فأقر شعاراً يحمي به العمل ". بِالْيَدِ الْوَاحِدَةِ يَعْمَلُونَ الْعَمَلَ وَبِالأُخْرَى يُمْسِكُونَ السِّلاَحَ" (نحميا 4: 17). ولما تحول الأعداء في مكيدتهم للخبث واستغلال الضعفاء من الشعب وعملوا الحيل الماكرة، وأرسلوا في طلبه بمكرٍ أربع مرات، كان جوابه "إِنِّي أَنَا عَامِلٌ عَمَلاً عَظِيماً فَلاَ أَقْدُِرُ أَنْ أَنْزِلَ. لِمَاذَا يَبْطُلُ الْعَمَلُ بَيْنَمَا أَتْرُكُهُ وَأَنْزِلُ إِلَيْكُمَا؟" (نحميا 6: 3). ولما أشاعوا أنهم سوف يأتوا ليقتلوه قال بكل شجاعة "أَرَجُلٌ مِثْلِي يَهْرُبُ؟!" (نحميا 6: 11).
وحينما تعرض نحميا للمقاومة الداخلية سواء من ضعف الروح المعنوية وضعف قوة الحمالين لكثرة العمل، أو بسبب الظلم الاجتماعي واستغلال الأغنياء للفقراء، يقول "فَغَضِبْتُ جِدّاً حِينَ سَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ وَهَذَا الْكَلاَمَ. فَشَاوَرْتُ قَلْبِي فِيَّ، وَبَكَّتُّ الْعُظَمَاءَ وَالْوُلاَةَ وَقُلْتُ لَهُمْ: إِنَّكُمْ تَأْخُذُونَ الرِّبَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أَخِيهِ. وَأَقَمْتُ عَلَيْهِمْ جَمَاعَةً عَظِيمَةً" (نحميا 5: 6-7).
كان نحميا مثلاً حياً أمام القادة والشعب، فقبل أن يجتمع بهم أو أن يسمع شكواهم وصراخهم، كان قد اشترى -حسب طاقته إخوته- الذين بيعوا للأمم كعبيد، وأقرض هو وغلمانه كل من كان في احتياج، فلما سمع الشعب والقادة، والأغنياء ما قاله ورأوا ما عمله حسن كلامه في أعينهم وسبحوا الرب وعملوا حسبما قال لهم (نحميا 5: 12- 13).
كان سر نجاح نحميا أنه عرف كيف يوجه أنظار تابعيه إلى السيد العظيم، إلى الله، نبع القوة، ومصدر الغَلَبة، اسمعه وهو يقوي شعبه قائلاً: "وَنَظَرْتُ وَقُمْتُ وَقُلْتُ لِلْعُظَمَاءِ وَالْوُلاَةِ وَلِبَقِيَّةِ الشَّعْبِ: «لاَ تَخَافُوهُمْ، بَلِ اذْكُرُوا السَّيِّدَ الْعَظِيمَ الْمَرْهُوبَ.." (نحميا 4: 14.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
طالب ثانوي 🤍اللي ساعد نحميا هيساعدك وإله نحميا هو إلهك
تكرار كلمات القائد العظيم في سفر نحميا في الكتاب المقدس
نحميا له سمات القائد الحي
نحميا هو القائد للدفعة الثالثة والأخيرة للعائدين من السبي
تفسير سفر نحميا وشخصية نحميا النبى لابونا داود لمعى


الساعة الآن 11:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024