رأي الدكتور خليل سعادة في إنجيل برنابا
بعض آراء لعلماء ومشاهير بخصوص هذا الكتاب:
1- الدكتور خليل سعاده مترجم هذا الكتاب إلى العربية في المقدمة في صفحة 22 يقول:
[غير أن القول بأن هذا الإنجيل عربي الأصل لا يترتب عليه أن يكون كاتبه عربي الأصل بل الذي أذهب إليه أن الكاتب يهودي أندلسي اعتنق الدين الإسلامي بعد تنصره وإطلاعه على إنجيل النصارى وعندي أن هذا الحل هو أقرب إلى الصواب من غيره لأنك إذا أعملت النظر في هذا الإنجيل وجدت لكاتبه إلمامًا عجيبًا بأسفار العهد القديم لا تكاد تجد له مثيلًا بين طوائف النصارى إلا في أفراد قليلين من الأخصائيين، الذين جعلوا حياتهم وقفًا على الدين كالمفسرين حتى أنه ليندر أن يكون بين هؤلاء أيضًا من له إلمام بالتوراة يقرب من إلمام كاتب إنجيل برنابا. والمعروف أن كثيرين من يهود الأندلس كانوا يتضلعون من العربية. ولقد نبغ بينهم من كان له في الأدب والشعر القدح المعلى فيكون مثلهم في الإطلاع على القرآن والأحاديث النبوية مثل العرب أنفسهم.
ومما يؤيد هذا المذهب ما ورد في هذا الإنجيل عن وجوب الختان والكلام الجارح الذي جاء فيه من أن الكلاب أفضل من الغلف (أي غير المختونين) فإن هذا القول لا يصدر من نصراني الأصل. وأنت إذا تفقدت تاريخ العرب بعد فتح الأندلس وجدت أنهم لم يتعرضوا بادئ ذي بدء لأديان الآخرين في شيء على الإطلاق فكان ذلك من جملة البواعث التي حدت بأهالي الأندلس إلى الرضوخ لسطوة المسلمين وسيطرتهم، وثابروا على هذه الخطة في جميع الأمور الدينية إلا في شيء واحد وهو الختان إذ جاء زمن أكرهوا فيه الأهالي عليه وأصدروا أمرًا يقضى على النصارى بإتباع سنة الختان على حد ما كان يجرى عليه المسلمون واليهود. فكان هذا من جملة البواعث التي دعت النصارى إلى الانتفاض عليهم.
أما يهود الأندلس فإنهم كانوا يدخلون في الإسلام أفواجًا وليس ذلك فقط بل كانت لهم يد كبيرة في إدخال المسلمين أسبانيا ورسوخ قدمهم فيها ذلك العهد الطويل.]
نحن لا يعنينا في هذا الصدد كل التفاصيل السياسية والأمور الخاصة بالأندلس وغيرها، ولكن ما يعنينا هو أن المترجم نفسه الذي عاش مع الكتاب وترجمه إلى اللغة العربية كان رأيه هو أن هذا الكتاب كُتب في أسبانيا في زمن وجود العرب في الأندلس. ومن المعروف أن هذا الأمر لم يحدث في القرون الأولى للمسيحية بل في القرون الوسطى، حوالي القرن الرابع عشر أو القرن الخامس عشر وليس قبل ذلك.