رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ارفع وجهك الى السماء كل انسان في الارض عرضة للتجارب والمحن والشدائد ، لا أحد معصوم من الحزن والالم . احيانا ً نتصور انفسنا فوق المتاعب لنا وضع خاص وحصانة خاصة ما دمنا مؤمنين . نتمسك بقول داود النبي : " يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ . إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. " ( مزمور 91 : 7 ) . كأن حولنا ساتر ٌ يحوطنا ويصد عنا كل الآلام أو جدارا ً نعيش في ظله آمنين ، وفي تصورنا ذلك نطمئن ونسترخي ونستمريء الراحة " وَأَنَا قُلْتُ فِي طُمَأْنِينَتِي : لاَ أَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ " ( مزمور 30 : 6 ) هذا الشعور الخاطئ يجعلنا نعمق جذورنا في العالم ونثبت اقدامنا في هذه الارض ، نتصور اننا في طريق نزهة نسير نحو الحياة الابدية في روضة ٍ يانعة ٍ خضراء هانئة ٍ آمنة . لو عشنا هذه الخدعة لصدمتنا تجارب الحياة صدمة ً قاسية وجرتنا الى احباطات مُرة . كل شجرة ٍ على سطح الارض عرضة ٌ لفأس قاطع الاشجار في كل لحظة ، لا تبني عشك عليها . كل جبل ٍ مهما شمخ ، كل واد ٍ مهما رَحُب واتسع ، كل بيت ٍ مهما ارتفع وعلا عرضة ٌ للزوال . لا تبني عشك على شجرة ٍ عرضة للقطع . لا تعلي بنائك على أرض عرضة للفناء . كل ما لدينا من بركات ٍ وديعة من الرب قابلة للاسترداد ، الثروة ُ والصحة والأهل والاصدقاء . المال مهما كَثُر له جناحان سريعا الطيران ، فجأة وبدون انذار يفقدهما ويرحل عنا . الصحة مهما بدت مستقرة والقوة مهما ظهرت ثابتة ، فجأة تهاجمنا جرثومة تنخر العظام وتفترس الاجسام ، حتى الاهل والاصدقاء معنا لحين ثم يرحلون . كلنا زهور ٌ رقيقة ضعيفة نابتة في حقل الحياة . لن نبقى الى الابد ، لن نُزهر الى ما لانهاية ، لا بد ان نذهب ونضمحل ونسقط وننتهي . يقول ايوب من عمق تجربته : " اَلإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ ، قَلِيلُ الأَيَّامِ وَشَبْعَانُ تَعَبًا. يَخْرُجُ كَالزَّهْرِ ثُمَّ يَنْحَسِمُ وَيَبْرَحُ كَالظِّلِّ وَلاَ يَقِفُ. ............... إِنْ كَانَتْ أَيَّامُهُ مَحْدُودَةً ، وَعَدَدُ أَشْهُرِهِ عِنْدَكَ ، وَقَدْ عَيَّنْتَ أَجَلَهُ فَلاَ يَتَجَاوَزُهُ ، فَأَقْصِرْ عَنْهُ لِيَسْتَرِيحْ ، إِلَى أَنْ يُسَرَّ كَالأَجِيرِ بِانْتِهَاءِ يَوْمِهِ. " ( ايوب 14 : 1 – 6 ) الأجير الذي يعمل في الحقل كلما زاد تعبه وسال عرقه ، كلما نظر الى الشمس يراقب حركتها ، يراها ويعجّلها أن تتجه نحو الغروب حتى ينتهي يوم شقائه وتعبه ليستريح من العناء . لا يمكن لانسان مهما علا قدره وعظمت قوته وصلحت حياته أن يهرب من الألم والوجع لأن الألم والوجع يسكن الارض ، الشقاء والتعب ظل لحياة الانسان في العالم . ارفع وجهك الى السماء . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ارفع وجهك إلى يسوع المسيح الآن |
ارفع علينا نور وجهك |
ارفع وجهك لله |
ارفع علينا نور وجهك يارب |
ارفع وجهك الى السماء |