رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ارض الغربة الارض التي نعيش عليها ارض غربة . منذ ان خطا آدم على الارض ونحن نسله في ارض غربة . كلنا غرباء نعيش على ارض ٍ غريبة لا نملكها . قال الله للشعب منذ البداية : " لِيَ الأَرْضَ ، وَأَنْتُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عِنْدِي " ( لاويين 25 : 23 ) يقول الوحي المقدس في رسالة العبرانيين عن ابراهيم : " بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ ، سَاكِنًا فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ الْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهذَا الْمَوْعِدِ عَيْنِهِ. " ( عبرانيين 11 : 9 ) وقال داود النبي في مزمور 119 : 19 " غَرِيبٌ أَنَا فِي الأَرْضِ. " ويقول ايضا : " أَنَا غَرِيبٌ عِنْدَكَ. نَزِيلٌ مِثْلُ جَمِيعِ آبَائِي. " ( مزمور 39 : 12 ) فكل انسان ٍ غريب ٌ على الارض . والغريب يحيا حياة الغريب ، يكون مستعدا ً للانتقال والترحال حين يتحتم الانتقال ، فلا يبني ويعمق جذوره في الارض . يسكن في خيام ٍ يسهل طيها وحملها على الظهر . لا يكنز ويضع ثروته في ممتلكات ٍ ثابتة . كانت اموالهم وثرواتهم تمشي على اقدام ٍ تتبعهم في شكل قطعان غنم ٍ وابل ومواشي . وحين يدعو الله الانسان ليعود اليه ويرحل من ارض الغربة ، كان ذلك امرا ً طبيعيا ً منتظرا ً لا يُدهش له ويرتعب . انسان العصر الحديث ينسى ذلك وينكره ، يقبض باستماتة ٍ على تراب الارض ، يغرس اياديه في طينها ، يستخدم الحديد والاحجار في بناء بيوته ويرفع الاسوار حولها . يمد جذوره في الاعماق وتمتد فروعه ُ في الفضاء ويتصور انه خالد فيكنز ويدّخر ويجمع ويخزّن . فاذا جاء الوقت وحل الزمان لانهاء الغربة والرحيل يفزع ويجري يسرة ً يمنة بما بناه وشيده ليبقيه ويحميه . فاذا بالزرع يُقلع والحصون تُهدم والاسوار تتهاوى . الكل يزول ، يذوب ، يضيع ، يطير ، ينفلت من بين اصابعه . ويقبض الهواء ، الخلاء ، الخواء ، الفراغ . لو عشت غريبا ً في ارض الزوال ، تحيا ابديا ً في ارض الخلود والبقاء ، في الوطن السماوي مع الله . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الغربة |
الغربة |
في ليل الغربة |
الغربة... |
الغربة |