منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 01 - 2017, 05:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

ماذا قصد السيد المسيح بقوله لنيقوديموس: "الحق الحق أقول لك، إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يوحنا 3:3).
وما معنى قوله: "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يوحنا 3:5).
ماذا قصد السيد المسيح بقوله لنيقوديموس
كان نيقوديموس حسب ما ورد في الإنجيل المقدس، رئيساً لليهود أي من القادة العلمانيين غير الإكليريكيين وكان ينتمي إلى جماعة الفريسيين المتعصبة التي كانت تقاوم المسيح وتعاليمه بكل قواها. والمعروف عن هذه الطائفة اليهودية التعصّب الديني الأعمى، والتقيّد بتعاليم وتقاليد العهد القديم، وتمسكهم بقشور الدين دون الجوهر. ويُعتقد أن كون نيقوديموس فريسياً، وأحد أعضاء مجلس السنهدريم، فلا بد أن يكون أحد الذين اشتركوا في مقاومة السيد المسيح وتعاليمه، ولكنه بعد أن تأمل تعاليم يسوع التي تحضّ على المحبة والإخاء، والمسامحة والغفران وعدم الاهتمام بالأرضيات، ثم قيامه بعمل المعجزات مثل شفاء المرضى، وإقامة الموتى وفتح عيون العمي، وإقامة المقعدين، تعجب كغيره من اليهود، واندهش بتعاليمه الإلهية وأعماله، فأراد أن يتقابل معه. ولكن يظهر أنه خشي أن يراه أحد. فذهب إلى المسيح ليلاً وقدّم له اعترافه بأنه جاء من الله، وأن ما يعمله لا يستطيع أي شخص أن يعمله إن لم يكن الله معه. وهنا نلاحظ أن المسيح لم يجامل نيقوديموس، بل دخل معه في حوار مباشر وقال له: "الحق الحق أقول لك، إن كان أحد لا يولد من فوق، لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يوحنا 3:3). ولكن عندما سمع نيقوديموس هذه الكلمات، أساء فهمها، فوجّه للمسيح السؤال التالي: "كيف يمكن للإنسان أن يولد وهو شيخ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد؟" (يوحنا 3:4)؟
عندما تكلم المسيح عن "الولادة من فوق" أو "الولادة الثانية" لم يقصد مطلقاً الولادة الجسدية، كأن يدخل الإنسان بطن أمه ثانية ويولد. فعبارة "الولادة" هنا لها معنى مجازي أو تصويري، وترمز إلى أمر روحي بعيد كل البعد عن الولادة الجسدية، هو أن يولد الإنسان من الله بقلب جديد وفكر جديد وأهداف جديدة في الحياة، فيصبح وكأنه خُلق من جديد. وهذا يتناسب مع قول داود النبي: "قلباً نقياً اخلُق فيَّ يا الله، وروحاً مستقيماً جدِّد في داخلي" (مزمور 51:10). وبحسب المفهوم المسيحي، فإنه عندما يُخلق في الإنسان قلب نقيّ، وفكر نقيّ، بحسب إرادة الله التي في المسيح يسوع، يصبح الإنسان وكأنه وُلد من جديد.
وبحسب العقيدة المسيحية، عندما يؤمن الإنسان بالمسيح الذي جاء ليفدي البشرية من لعنة الخطية، ويتكل عليه ويسير حسب تعاليمه بالإيمان العامل بالمحبة. فإن هذا الإنسان يتغيّر من حال إلى حال. حال ما قبل الإيمان، إلى حال ما بعد الإيمان. وهذا ينعكس طبعاً على حياة الشخص وتفكيره وأعماله وتصرفاته. فكل ما هو شرّ فيه، ينقلب إلى ما هو عكس ذلك، وبهذا يصبح إنساناً جديداً في المسيح.
إن ما ذكر آنفاً يتوافق مع ما قاله بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس، التي يحثّهم فيها أن يعيشوا حسب إيمانهم بالمسيح قائلاً: "فأقول هذا وأشهد في الرب، أن لا تسلكوا فيما بعد كما يسلك سائر الأمم أيضاً ببُطل ذهنهم.. وأما أنتم فلم تتعلموا المسيح هكذا، إن كنتم قد سمعتموه وعُلِّمتم فيه كما هو حق في يسوع، أن تخلعوا من جهة التصرّف السابق الإنسان العتيق الفاسد، بحسب شهوات الغرور، وتتجددوا بروح ذهنكم، وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البرّ وقداسة الحق" (أفسس 4:17-24). وقول بولس الرسول إلى أهل رومية بأن التجديد إنما هو بتجديد الذهن بقوله: "فأطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله، أن تقدّموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة، مرضيّة عند الله عبادتكم العقلية. ولا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" (رومية 12:1-2).
فالولادة من فوق هي أن يعيش الإنسان منقاداً بروح الله، لا أن يعيش بحسب الجسد بل بحسب الروح. ويقول بولس الرسول بهذا الصدد: "لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله.. فإننا كنا أولاداً، فإننا ورثة أيضاً، ورثة الله ووارثون مع المسيح" (رومية 8:14 و17). ويقول أيضاً ما يفسر كلمات السيد المسيح لنيقوديموس: ".. اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد. لأن الجسد يشتهي ضد الروح، والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر، حتى تفعلون ما لا تريدون. ولكن إذا انقذتُم بالروح فلستم تحت الناموس. وأعمال الجسد ظاهرة، التي هي زنى، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزّب، شقاق، بدعة، حسد، قتل، سكر، بَطَر..إن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله. وأما ثمر الروح فهو محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف" (غلاطية 5:16-23).
أما قصد المسيح بقوله: "الولادة من فوق" فهو الابتعاد عن الشهوات الأرضية والسير مع الله بحسب إرشاد روحه القدوس. وأن يكون المسيح حالّاً في الإنسان ومالكاً حياته وكيانه من جميع النواحي.
إن الذين حصلوا على الولادة الثانية، والوارد ذكرهم في الكتاب المقدس كثيرون. وكل من يؤمن بالمسيح ويحيا حياة الإيمان فقد وُلد ثانية. سنذكر واحداً وهو الرسول بولس، الذي كان يُعرَف قبلاً باسم شاول. فقد كان شاول فريسياً ابن فريسي ومن الفئة المتعصبة، وكان يعمل تهديداً وقتلاً بالمسيحيين، ويجرّ الرجال والنساء إلى السجون والتعذيب لا لشيء، إلاّ لأنهم كانوا مسيحيين. وبعد أن حصلت حادثة اهتدائه العجيبة على طريق دمشق، انقلب انقلاباً كلياً. فبعد أن كان عدواً للمسيح ولجماعته، أصبح من أول المجاهدين في سبيل نشر كلمة الله والدعوة المسيحية. فمثل هذا الشخص وُلد ثانية لأنه أصبح مؤمناً بالمسيح بعد أن كان يعلم على قتل المؤمنين. لقد تغيّرت حياته كلياً بعد إيمانه بالمسيح، وأصبح من أول دعاة المسيحية.
الولادة الثانية أو الولادة من فوق، تتم في حياة الإنسان بواسطة الروح القدس عندما يؤمن بالمسيح المخلص، الذي جاء إلى عالمنا لفداء الخطاة بموته على الصليب. على الإنسان أن يعترف بخطيته ويتوب عنها بصدق وإيمان، ويسير مع المسيح في حياة الإيمان فيحب الله من كل قلبه ويحب قريبه كنفسه "فالولادة من فوق" تشير إلى أن الله هو مصدرها (يعقوب 1:18). والكلمة أي كلمة الله وسيلتها (1بطرس 1:23). والتجديد لا التهذيب هو الأمر الأساسي، والتغيير لا التطور هو الغاية المنشودة.
أما معنى قول المسيح: "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يوحنا 3:5): إن كلمتي الماء والروح هما كلمتان رمزيتان، ولهما علاقة مباشرة بالولادة الثانية، لأنهما تشيران إلى التطهير بالماء والروح. فالماء يشير إلى الغسل وهو التطهير الخارجي، والروح للتطهير الداخلي كما ورد في الكتاب المقدس "بغسل الماء بالكلمة" (أفسس 5:26) وهذا هو رمز المعمودية. الغسل الخارجي يعني غسل الماضي وترك الحياة القديمة، والغسل الداخلي بالروح هو تنقية النفس من كل شرّ، وبناء الحياة الجديدة. فبتطهير الجسد والنفس يولد الإنسان من فوق ولادة جديدة، ويصبح ابناً لله له الرجاء بدخول الملكوت. وأن الولادة من الماء والروح تشير من عمل روح الله في حياة الإنسان ويصبح بواسطتها خليقة جديدة. ويلخص الكتاب المقدس كل ما ورد ذكره بالآية التالية: "إن كان في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديداً" (2كورنثوس 5:17).
رد مع اقتباس
قديم 14 - 01 - 2017, 07:08 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Rena Jesus Female
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية Rena Jesus

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1424
تـاريخ التسجيـل : Sep 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 73,717

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Rena Jesus غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ماذا قصد السيد المسيح بقوله لنيقوديموس

موضوع راااااااااااائع
ميرسى ربنا يفرح قلبك
  رد مع اقتباس
قديم 14 - 01 - 2017, 07:10 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,375

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk متواجد حالياً

افتراضي رد: ماذا قصد السيد المسيح بقوله لنيقوديموس

ميرسي على الموضوع الرائع مرمر
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 01 - 2017, 10:05 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ماذا قصد السيد المسيح بقوله لنيقوديموس


شكرا على المرور

  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عن ما يقصده بقوله معارفي، فإن السيد المسيح الخالق
ماذا قصد المسيح بقوله: سراج الجسد هو العين؟
ماذا يقصد المسيح بقوله ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات؟
ماذا قصد المسيح بقوله أبي أعظم مني؟ و لماذا بكى يسوع مع أنه سيقيم لعازر؟
ماذا قصد المسيح بقوله أبي أعظم مني؟


الساعة الآن 08:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024