رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليس صليبُك ما تختاره، لأنّه مُحال عليك، في أوهامك ، أن تختار صليبًا، بل ما يختاره العليُّ لك، كلّ يوم. ما يبدو مرًّا لِفيك يحلو لك في حشاك! ولا يجعله العليّ على عاتقك وحسب، بل يسمِّرك عليه. يشاؤك أن تسمِّر نفسك عليه حبًّا بك! لا سبيل لك إلاّ أن تأخذ نفسك عنوة! بإرادتك! لذا، لا هَمَّ ما يأتي عليك سوى ذلك! لا تجعل ذهنك في الملهيات العابرات، بل في ما من أجله جعلك ربّك هنا أو هناك! العصفور يصنع عشًّا ليضع بيضًا ويُخرج حياة جديدة، ثمّ يَترك العشّ ويَرتحل بما أُوتي. ليس العشُّ المشتهى بل الحياة! المهمّ أن تأخذ ممّا يأتيك روحًا! ما تعبر به ليس المبتغى. أنت قاصد المدينة العلويّة؛ والمدينة كانت نعمةَ الله! + الإنسان شديد الميل، بقوّة السّقوط، إلى التّعلّق بالنّاس والأشياء. لِمَ ذلك؟ لأنّه، في عمق نفسه، يبحث عن بديل أو عن بدائل عن الله الّذي أضاعه! يعبد النّاسَ ليستمدد منهم، عبثًا، أمانَ القلب، فلا يَلقى لذاته غير العبوديّة والخواء! وإذ يكتشف، في قرارة قلبه، بعد حين، أنّ الخَلْق كلّهم كُتَل أهواء، يجد نفسه كما بلا إله، وكأنّه ليس إله! كذا الأشياء نظنّها، إن شَغُفنا بها، أنّها تَمْلأنا، فلا نلبث أن نكتشف أنّها تستهلك فينا روح الحياة! ولا يبقى لنا، حيثما حططنا، غير أرضِ قبرٍ، كمغارة المكفيلة الّتي أشتراها إبراهيم، أبو المؤمنين، من بني حِثّ، ليدفن امرأته سارة فيها (تكوين 23)! النّاس والخليقة إيقونات ومركبات إلى الله أو للعثرة يكونون! ☦︎♡ الأرشمندريت توما بيطار ☦︎♡ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وأفرح دوما بما تختاره إلي |
السهر جميل حين تختاره .. |
عرفنا بشخصيتك من رقم تختاره |
المر الذي تختاره لي |
المر الذي تختاره لي خير من الشهد |