منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 04 - 2017, 04:07 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

موضوع متكامل عن الصلاة

عطشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحي

موضوع متكامل عن الصلاة

الصلاة صلاة إنسان الحضرة الإلهية

عطشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحي
يا الله إلهي أنت، إليك أُبكر، عطشت إليك نفسي
يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء

فهرس الموضوع:
1 – مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
2 – ما هي الصلاة – تعريف الصـلاة
3 – هل أنــــــــا مسيحي حي بـــــالله
4 – الصلاة في الإيمــــــان المسيحي
5 – ماذا أقــــــــول لله في صـــــلاتي
رد مع اقتباس
قديم 27 - 04 - 2017, 04:07 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن الصلاة


1- مقدمــــــــــة
من واقع إعلان الحق في الكتاب المقدس، أن أبسط تعريف للإنسان هو: إنسان الحضرة الإلهية، وهذا المُصطلح ليس تعريف فكري فلسفي مُستنتج، أو مجرد مصطلح تعبيري ليجذب الناس لتقرأ الموضوع، أو لكي يتوهموا أن لهم مكانة خاصة عند الله بكثرة ترداد هذا التعبير لكي يتصور في فكرهم ويخط في خيالهم فينشأ عندهم إحساس نفسي بأن حياتهم خاصه بالله، بل هو – في الحقيقة والواقع – تعريف يُعبِّر عن وضع الإنسان الطبيعي حسب قصد الله وتدبير مشيئته منذ الخلق، وهذا هو محور حديث الإصحاحات الأولى من سفر التكوين.

لأن الإنسان في بداية وجوده أول ما عاين ورأى هو إشراق وجه نور الله الحي الذي لم يعرف غيره في ذلك الوقت قبل السقوط، لأن الله خلق الإنسان على صورته في محضره الخاص، فأول انفتاح للإنسان – كطفل بسيط في طبيعته – كان على المجد الإلهي الفائق وعظمة نور وجهه المُريح للنفس، لأن أول منظر وأول مشاهدة للإنسان انفتحت عينه عليه هو الله نفسه وبشخصه، فصار لهُ النور والحياة والراحة الحقيقية التي لا يعرف غيرها على وجه الإطلاق.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 04 - 2017, 04:07 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن الصلاة

وعلينا أن ننتبه ونلاحظ: أن هذا كله حدث وتم قبل أن يُعطى أي وصية للإنسان، وقبل أن يتعرَّف على الخليقة من حوله أو حتى يتعامل معها من الأساس، لذلك حياة الإنسان الطبيعية هي في الجو الإلهي الخاص، أي في حضرة الله ومعيته والتطلُّع والنظر لنور وجهه، وخارج هذه الحضرة الإلهية، وبعيداً عن هذه الرؤية والمُشاهدة، يظل الإنسان في قلق واضطراب عظيم جداً وعدم راحة أو سلام، مثل طفل تائه فقد حضن أمه ولم يعد يراها أمام عينيه، لأنه خرج خارج مكانه الطبيعي وابتعد عن موضع أمانه وراحته، أي أنه خرج من الحضن الدافئ المُريح، خرج من موضعه الشخصي ووضعه الطبيعي، خرج من بيته الذي هو منزله الخاص، لأن من المستحيل أن يرتاح المثيل إلا على مثيله، والإنسان في الأصل هو صورة الله ومثاله قبل أي شيء وحتى قبل الوصية المعطاة لهُ لتحفظ حياته على وضعه الأول، وبعد السقوط ضاع المثال وتشوهت الصورة وتغير الوضع واختلف تمام الاختلاف، إذ قد تغرَّب تائهاً بعيداً عن مكانه الطبيعي وجوه الخاص، وصار في جو آخر غريب عنه كُلياً، أي أنه هبط من مستوى المجد الرفيع وغاب عنه نور الحياة الحقيقي ودخل في حالة الظلمة وعدم الراحة، لأن الله – في الأساس – له لم يخلق ظلمة ولا شرّ أو فساد أو حتى سمح للإنسان أن يُخطئ أو يخرج من حضرته، بل الإنسان هو الذي اختار – مخدوعاً – ما هو ضد الوصية المُعطاة له لتحفظه من الفساد، ولكن بالرغم من هذا التدني المُريع، ظلت هناك ملامح من تلك الصورة مدفونة عميقاً في الإنسان مع وجود أنين اشتياق دائم مُلح إلحاحاً للعودة لبيته ومكانه الطبيعي، لأن الملامح الإلهية المزروعة فيه لم تضيع نهائياً، لذلك يظل الإنسان على مدى حياته كلها، يفتش تلقائياً بلهفة عن الراحة المفقودة التي في الله مقرّ سكناه ومصدر حياته ووجوده، لذلك يظل هناك حنين قوي ذات سلطان على النفس، مع وجود شوق وطوق عظيم للغاية إلى الحضرة الإلهية، وهذا يُعَبَّر عنه بالعطش الحقيقي إلى الله الحي.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 04 - 2017, 04:08 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن الصلاة

+ عطشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحي، متى أجيء واتراءى قدام الله؛ يا الله إلهي أنت، إليك أُبكر، عطشت إليك نفسي، يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء. (مزمور 42: 2؛ 63: 1)
عموماً هناك سؤال مطروح مُحير لكثيرين وهو:
لماذا أُصلي، أو لماذا أحتاج للصلاة،
وهل الله لا يعرف احتياجاتي قبل أن اطلبها!
فما الحاجة للصلاة والله عارف ويعلم كل شيء!
هذا السؤال الذي يحتار فيه الكثيرين، يدل على عدم خبرة التواجد في الحضرة الإلهية ولا لمرة واحدة، وهي تدل على تغرُّب الإنسان عن الحياة المسيحية كلها لأنه لم يتذوق بعد قوة الصلاة وفاعليتها الحقيقية، أي أن السؤال يُعبَّر عن غُربة الإنسان في أرض يابسة بلا ماء، لأنه يحيا في صحراء العطش وهلاك النفس المُحتوم، أي أن الإنسان ما زال مُشرداً بعيداً عن بيته ومكانه الطبيعي، أي أنه غريب عن رعية الله، وأن أتى إلى الله فهو يقترب من بعيد جداً، يأتي إليه نزيل وغريب كعبد يمد يده متسولاً، يسأل معجزة أو يرجو أن يُعطيه شيئاً يسد به حاجته الطبيعية حسب الجسد وحال وضعه المُزري، ثم بعد أن ينال ما يبتغيه يتركه ويمضي لحال سبيله عائداً لأرضه اليابسة تحت سلطان الموت، لذلك في موقف عجيب يشرح الرب نفسه ويؤكد على هذا المعنى في (يوحنا 6: 24 – 50) كالتالي:
+ فلما رأى الجمع أن يسوع ليس هو هناك ولا تلاميذه دخلوا هم أيضاً السفن وجاءوا إلى كفرناحوم يطلبون يسوع. ولما وجدوه في عبر البحر قالوا له يا معلم متى صرت هنا. أجابهم يسوع وقال: الحق الحق أقول لكم أنتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات، بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم. أعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يُعطيكم ابن الانسان لأن هذا الله الآب قد ختمه.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 04 - 2017, 04:08 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن الصلاة

هذا هو حال الواقع الذي نعيشه اليوم، فحينما ننحصر في الجسد فأننا نطلب كل ما هو مادي، وعلى الأخص الطعام والشراب لنأكل ونشبع، ولا نبحث عن الله الحي إلا من أجل هذا، لأن لو سألنا الناس لماذا تصلوا، فأن الغالبية العظمى سيقول لكي يبارك الله بيتي وأسرتي وأولادي: يحمينا من المرض، يُعيننا وقت الشدة، يسدد كل حاجتنا المادية، ويعطينا النجاح ويضمن لنا مستقبلنا ومستقبل أولادنا، ويحفظ لنا أحباءنا ومباني كنائسنا وبيوتنا.
وهذا الكلام ليس فيه خطأ بالطبع، لأن فعلاً الله يرعانا على كل المستويات، الروحية والجسدية، لكن العيب كل العيب في أن تكون محور صلاتنا وعلاقتنا مع الله محصورة فقط في كل ما يخص حياتنا على الأرض مثل باقي الناس، ونفرح ونشكر ونُسبح اسم الله الحي لأننا أكلنا وشبعنا، أو صلاتنا تكون في الأساس من أجل الحياة في العالم الذي سيزول، لأننا نعيش فيه زماناً يسيراً، مع أن الله يعطي كل هذا للجميع بلا استثناء لأنه مكتوب:
+ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ؛ لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟، اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟، وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعاً وَاحِدَةً؟، وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ. وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَداًفِي التَّنُّورِ يُلْبِسُهُ اللَّهُ هَكَذَا أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدّاً يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟، فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟، فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلاَ تَهْتَمُّوا (فلا تقلقوا) لِلْغَدِ لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ. (متى 5: 45؛ 6: 25 – 34)
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 04 - 2017, 04:08 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن الصلاة


ونجد عندما كشف الرب قلب الناس الذين بحثوا عنه، وبعد توجيهه لهم لكي يسعوا ويعملوا للطعام الباقي للحياة الأبدية، تجاوبوا معه وسألوه:
+ فقالوا له: ماذا نفعل حتى نعمل أعمال الله!
أجاب يسوع وقال لهم: هذا هو عمل الله أن "تؤمنوا" بالذي هو أرسله.
+ فقالوا له فأية آية تصنع لنرى ونؤمن بك، ماذا تعمل!
آباؤنا أكلوا المن في البرية كما هو مكتوب أنه أعطاهم خبزاً من السماء ليأكلوا (يوحنا 6: 28 – 31)
وهذا هوَّ أكبر عيب وأعظم سقطة نسقط فيها كمسيحيين، وهو البحث عن الآيات والمعجزات ونفتخر بها، لأن كل هذه يطلبها الأمم الغرباء عن الله الذين يؤكدون على بطولية آلهتهم ويفتخرون بها، لكننا نحن ابناء الله الحي في المسيح يسوع.
+ فلستم إذاً بعد غرباء ونُزلاً، بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله. (أفسس 2: 19)
فالغريب والنزيل في فندق، هو شخص أتى من بلده إلى مدينة في بلد أُخرى ليحيا فيها حياة الغُربة المؤقتة، لأنها ليست وطنه ولا مكانه الطبيعي، لأنه سيرحل عنها في كل الأحوال مهما ما طالت أيامه فيها، لأنه يا إما يأتي إليها ساعياً لأجل عمل ما ليأخذ أجره ثم يرحل، أو من أجل أن يزور الأماكن كمجرد سائح ثم يتركها ويعود لوطنه مرة أخرى ويحمل معه منها مُجرد ذكريات ومع الوقت ربما ينساها، وفي كل الأحوال مهما تعددت الأسباب فأنه سيظل غريب فيها ونزيل، ومهما ما أخذ منها من مُشتريات مُميزة فيها، لكنها ستبقى للذكرى الخالدة، وبالطبع مهما ما كانت الذكرى عميقة ومؤثرة للغاية وضاربة عميقاً في ذكرياته التي تُثير أفراحه، فأنها لن تجعله مواطناً فيها أبداً مهما ما أخذ من خيرات وأشياء ثمينة للغاية.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 04 - 2017, 04:08 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن الصلاة

وهكذا يتعامل الكثيرين جداً مع الحضرة الإلهية وعلاقته مع القديسين، لأنه يأتي – من بعيد ومن الخارج – يطلب منهم أن يصلوا من أجله أمام الله ويستجدى عطية ما، ثم بعد أن ينال طلبه، فأنه يذهب بعيداً جداً، وذلك لأن شركته هي شركة غرباء ونُزلاً، غريب عن الموعد وليس من أهل بيت الله الحي، لذلك لا تستقر قدماه وسط القديسين فيُحرم من شركتهم في النور مع الله راحة النفس ونورها الحقيقي وسلامها...


لذلك الصلاة عند الكثيرين صارت كالواجب مُسجلة في أجندة روحية، مع أنها ليس لها طعم وتذوق مُفرح ومُعزي للقلب ولا فيها راحة ولا سلام ولا قوة للنفس دائمة، ولا شبع رضا وامتلاء بركة من الرب، لأن في الواقع أن المُصلي هنا، لم يحيا بعد كابن يعيش في شركة القداسة في إشراق وجه الله المُنير، لذلك لا يستنير في الصلاة ولا يأخذ منها قوة وشفاء لنفسه إطلاقاً، ولا يشعر فيها بشبع حقيقي، وبالتالي لا يستطيع ان يُقيم شركة مستديمة مع الله الحي، حتى ولو غصب نفسه وبذل كل الجهد، بل وحتى لو تحوَّلت الصلاة لعادة استمر فيها لأوقات طويلة، فأنها ستظل بلا طعم أو فاعلية ولا موضع مسرة روحية، بل ربما تصير مصدر راحة نفسية فقط إلى حين، لأنها لن تستديم طويلاً وبخاصة وقت الشدة ومواجهة الواقع الأليم بكل مصاعبه وضيقاته ومشقاته، لذلك نجد أن صلوات الكثيرين عمرها قصير، تموت سريعاً، وحتى لو استدامت لا تُشبع قلبه شبع حقيقي، لأن لو اردنا أن نبحث عن تعبير دقيق للصلاة مع معرفة فاعليتها لن نجد تعبير سليم غير هذا المكتوب:
+ نظروا إليه واستناروا ووجوههم لم تخجل؛ أما أنا فبالبر انظر وجهك أشبع إذا استيقظت بشبهك؛ من طول الأيام أُشبعه وأُريه خلاصي. (مزمور 34: 5؛ 17: 15؛ 91: 16)
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 04 - 2017, 04:10 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن الصلاة

2 - ما هي الصلاة، أو ما هو تعريف الصلاة
بالطبع نحن لا نستطيع ان نضع تعريف للصلاة من عندنا وحسب تأملاتنا الخاصة، فنحن لا نتعرف على معنى الصلاة إلا من خلال إنجيل بشارة الحياة الجديدة، ومن خلال كلام الرب يسوع نفسه في حديثه في إنجيل يوحنا الإصحاح السادس:
· فقال لهم يسوع: الحق، الحق، أقول لكم ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء، بل أبي يُعطيكم الخبز الحقيقي من السماء. لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم.
· فقالوا له: يا سيد أعطنا في كل حين هذا الخبز.
· فقال لهم يسوع: أنا هو خبز الحياة، من يُقبل إلي فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً. ولكني قلت لكم أنكم قد رأيتموني ولستم تؤمنون. كل ما يُعطيني الآب فإليَّ يُقبل، ومن يُقبل إليَّ لا أخرجه خارجاً. لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني، وهذه مشيئة الآب الذي أرسلني: أن كل ما أعطاني لا أتلف منه شيئاً، بل أُقيمه في اليوم الأخير. لأن هذه مشيئة الذي أرسلني أن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أُقيمه في اليوم الأخير.
· فكان اليهود يتذمرون عليه لأنه قال أنا هو الخبز الذي نزل من السماء. وقالوا أليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذي نحن عارفون بابيه وأمه، فكيف يقول هذا إني نزلت من السماء.
· فأجاب يسوع وقال لهم لا تتذمروا فيما بينكم. لا يقدر أحد أن يُقبل إليَّ أن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني وأنا أُقيمه في اليوم الأخير. أنه مكتوب في الأنبياء: ويكون الجميع متعلمين من الله فكل من سمع من الآب وتعلم يُقبل إليَّ. ليس أن أحداً رأى الآب إلا الذي من الله، هذا قد رأى الآب.
· الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية. أنا هو خبز الحياة. آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا. هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 04 - 2017, 04:11 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن الصلاة

هنا الرب يكشف عن سرّ فعل الصلاة وعمل قدرتها، لأن الصلاة في الأساس هي الإقبال إليه على أساس أنه قوت النفس وشبعها الحقيقي: "من يُقبل إليَّ فلا يجوع"، وهو أيضاً ماءها الحي حينما تؤمن به ترتوي ولا تعطش: "ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً"

والسؤال المطروح ضمناً في هذا الكلام، أو السؤال المستتر الذي جاوبه الرب بوضوح وهو: كيف يُقبل إليه كل واحد؟، بمعنى كيف اذهب لله ومتى!
· الرب بنفسه قال: "لا يقدر أحد أن يُقبل إليَّ أن لم يجتذبه الآب"
ومن هنا فقط نستطيع أن نفهم معنى الصلاة بوضوح شديد حسب تعريف الرب نفسه، فتعريف الصلاة في أبسط صورها وأعمقها من جهة الخبرة هو: "نداء إلهي واستجابة بشرية".

فالنداء الإلهي (المستتر والظاهر) يحرك الوجدان البشري ويُشعل فيه حنين العودة إليه، لأنه نداء خاص جداً يمس حاجة الإنسان الداخلية والعميقة المستترة والخفية فيه، أي أنه نداء العودة إلى مكانه الطبيعي المخلوق فيه منذ الأصل والبداية، وهذا النداء عبارة عن نار إلهية مقدسة آكلة مسكوبة من عند أبي الأنوار، نار تشتعل في القلب والكيان كله، فتولِّد رغبة قوية عارمة في النفس تُشعلها شوقاً في أن ترى نور وجه الله الحي، وتظل – هذه النار المقدسة – تعمل وتستمر تأكل في أعماق القلب من الداخل سراً، إلى أن تنجح في دفع النفس دفعاً للحضرة الإلهية بشوق يتحول لمحبة مُحركة ذات سلطان على النفس تجعلها تستسلم لله عن طيب خاطر.
  رد مع اقتباس
قديم 27 - 04 - 2017, 04:11 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن الصلاة

· فقال بعضهما لبعض (تلمذي عمواس) ألم يكن قلبنا ملتهباً (يلتهب) فينا إذ كان يُكلمنا في الطريق ويوضح (يشرح) لنا الكتب. (لوقا 24: 32)
· احلفكن يا بنات أورشليم أن وجدتن حبيبي أن تخبرنه بأني مريضة حباً. (نشيد 5: 8)
هذا اللهيب هنا، هو سرّ عمل الله في القلب الخفي، أي في أعماق القلب من الداخل، لأن صوت الله ليس مثل أي صوت آخر، صوت ميت مثلنا ليس له فاعليه، بل هو صوت ذات مؤثر قوي مثل المطرقة يأتي من الداخل، أي في باطن القلب من الأعماق السحيقة جداً في النفس، لدرجة أنه يشتعل فيها كنار، حتى تصرخ لتقول إني مريضة حباً مثل عذراء النشيد، وهذا النداء هو الذي يحرك اشتياقات النفس الدفينة نحو خالقها الحبيب، لأن النار حينما تشتعل في القش لا تبقى منه شيئاً، هكذا نار صوت الله الحي حينما تمسك القلب تغير وجدان الإنسان ولا تتركه إلا وهو خاضع للمحبة الإلهية مستجيباً لها مستسلماً بالإيمان واضعاً نفسه بين يديه.

وفي الحقيقة والواقع الروحي واللاهوتي، هذا هو صوت روحه القدوس فينا، الذي يوجهنا ويُحركنا نحو المسيح الرب بقوة جذب الآب الخاص، لأن لا يقدر أحد أن يأتي للمسيح الرب من ذاته، بسبب أنه وجد نفسه ضال عنه وبعيد وتائه ومشتت، لأن بسبب كثرة الإثم والعبث مع الخطية فأن المحبة تصير باردة مُطفأة، وفي تلك الحالة فأنه لا يوجد في قلبه أي شوق خاص من نحو الله وبخاصة لو الشهوة هي المالكة على قلبه ويميل نحوها بطبيعته الساقطة، لأن الشهوة بطبيعتها تُطفئ الشوق نحو الله الحي وتُصيب الإنسان بالجنون حتى يظل يطعن نفسه بالأوجاع الكثيرة ويصير مريض شهوته التي تُشعل كل رغبه فيه في أن يُتممها لأنها هي حياته وفرحه الخاص، حتى أنه صار لها عبداً واقعاً تحت سلطان الموت الذي تحمله في باطنها، وكل ضال بهذا الشكل لا يستطيع أن يعرف الطريق من ذاته، بكونه في حالة تيه في برية قفر العالم اليابس، الأرض الناشفة التي بلا ماء الحياة (مزمور 63: 1)
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
توجيهات فى الصلاة (موضوع متكامل )
موضوع متكامل عن عيد النيروز
موضوع متكامل عن عيد الأم
موضوع متكامل الصلاة
المجوس ( موضوع متكامل )


الساعة الآن 09:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024