رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"قومي استنيري لأنه قد جاء نورك، ومجد الرب أشرق عليك لأنه ها هي الظلمة تغطي الأرض والظلام الدامس الأمم. أما عليك فيشرق الرب، ومجده عليك يرى " (أش 60 : 1 ، 2 ). عندما عاد اليهود من السبي حسبوا أنفسهم كمن قاموا من الموت، وتمتعوا بنور الحياة والحرية بعد سبعين عامًا من المذلة كما في ظلمة القبر. أما كنيسة العهد الجديد فقد تمتعت بما هو أعظم، اتحادها بالنور الحقيقي كعريس أبدي يُقيم منها عروسًا تحمل نوره وبهاءه ومجده. وكما قال الرب عن نفسه "أنا هو نور العالم" (يو 8: 12)، دعى تلاميذه نور العالم (مت 5: 14)، إذ يحملونه فيهم. ما هو سرّ استنارة الكنيسة؟ قيامة الرب التي قدمت لنا الحياة الجديدة التي لن يغلبها الموت، ولا تقدر الظلمة أن تقتنصها ولا القبر أن يُحطمها. لذلك يقول الرسول: "استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيئ لك المسيح" (أف 5: 14). لما كان العماد هو تمتع بقيامة المسيح فينا لذا دُعي هذا السر "استنارة". + إذ نعتمد نستنير، وإذ نستنير نُتبنى، وإذ نُتبنى نكمل... يُدعى هذا الفعل بأسماء كثيرة اعني نعمة واستنارة وكمالًا وحميمًا... فهو استنارة إذ به نرى النور القدوس الخلاصي، أعني أننا به نشخص إلى الله بوضوح. القديس إكليمنضس الإسكندري + الاستنارة وهي المعمودية... هي معينة الضعفاء ... مساهمة النور... انتفاض الظلمة. الاستنارة مركب يسير تجاه الله؛ مسايرة المسيح، أُس الدين، تمام العقل! الاستنارة مفتاح الملكوت واستعادة الحياة. القديس غريغوريوس النزينزي + المعمودية هي ابنة النهار، فتحت أبوابها فهرب الليل الذي دخلت إليه الخليقة كلها! مار يعقوب السروجي هكذا إذ نقبل الاتحاد مع ربنا يسوع المسيح المصلوب ندفن معه في المعمودية ونقوم حاملين إمكانية الحياة الجديدة، لنحيا كما يليق كأبناء للنور، وأعضاء جسد المسيح القدوس. لا يليق بنا أن ننزل بعد إلى ظلمة الخطية، ولا أن نعتذر بضعفنا البشري لأننا نحمل فينا نور الرب ويشرق علينا مجده. لا نصير بعد أرضًا مظلمة بل سماء تحتضن مجد الله وبهاءه. هذه هي سمة الكنيسة كحياة جديدة في المسيح، الساكن فيها، يشرق عليها ببره الإلهي، فيقال عنا: "فليضئ نوركم قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت 5: 16). + عندما يمارسون الإلهيات وينطقون بها، ويعيشون الحياة الإلهية، هازمين قساوة القلب ومتمتعين بسلام البر، يلاحقهم مجد عظيم في كنيسة المسيح. القديس أغسطينوس إذ جاء السيد المسيح إلى العالم ليقتني البشرية عروسًا له يسكب مجده وبهاءه في داخلها؛ يهبها روحه القدوس لكي يُزينها ويُجمِلّها لتتهيأ بالمجد الداخلي للعرس السماوي الأبدي. فيُقال لها: "اسمعي يا ابنتي وانظري وأميلي أذنك وأنسي شعبك وبيت أبيك، فيشتهي الملك حسنك، لأنه هو سيدك فاسجدي له... كل مجدٌ ابنة الملك في خدرها" (مز 45: 10-13). |
|