منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 11 - 2015, 04:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

حضور الله – خبرة وشركة حياة (الجزء 2)
(2) أولاً: حضور الله في العهد القديم (تمهيد)

حضور الله – خبرة وشركة حياة (الجزء 2)

الله – في الأساس – في سرّ المحبة الفائقة، خلق الإنسان لحياة شركة مقدسه معه، يكون بذاته وشخصه فيها معه حاضر في لقاء مستمر دائم مُفرح ومُشبع جداً لقلبه، والعلاقة – في هذه الشركة – هي علاقة حب متبادل بين طرفين، طرف قدير سخي يفيض محبة أبوية خالصة، وطرف يستقبل هذه المحبة كمخلوق أُبدع على نفس صورة خالقه ليستقبل هذا الحب كغذاء حي خاص يشبع منه يُحيا به، وبذلك وعلى الدوام يستقبل الإنسان هذا الحب ويرد عليه بالحب، وذلك بالشكر في شركة حوار بديع وهو مرتدياً القداسة التي كانت تكسيه حسب طبيعة خلقته، ولكن حينما أخطأ الإنسان هرب من هذا الحضور بسبب تعلقه بما هو غير الله، أو بالخير الوهمي الغير موجود الذي صوره له عدو كل خير، فانحرف عن طريق الحب وانفتح على آخر غير الله المحبة، فتشوه طبعه الأصلي وضاع المثل وطُرح الرداء وتمزق، ولم يعد قادر على تمثيل الله وسط الخليقة أو انعكاس صورة بهاء مجده البسيط الفائق والمُنير، فانطفأ نور العقل وهَبَطَ الإنسان لحالة التراب الذي أُخِذَ منه وسار في طريق الموت حتى قارب على الفناء، وصارت حياته محصورة في الضيق الشديد مع الهم والغم الذي سيطر على قلبه وفكره الذي أظلم بمخالفة وصية المُحب، ولكن مع كل هذا لم يفقد الإنسان صورة الله نهائياً بل انطمست وتشوهت في داخله، فجال ضالاً لا يقدر أن يرى الله ويتمتع بحضوره الخاص المستديم والظاهر أمام عينه والمنٌير لفكره بالرغم من حنينه وشوقه اللامتناهي إليه، لأن طبعه اختلف عن طبعه البسيط الأصلي، والذهن المنفتح على الله – بتلقائية – تلوث وانغلق عن النور الإلهي وكسته ظُلمة الشرّ التي أفسدته بالتمام، والفساد بطبيعته غير قادر على أن يثبت أمام عدم الفساد، مثل الشمس حينما تُشرق تتبدد الظلمة وتموت الجراثيم بفعل قوتها، فالظلمة لا ترى النور على الإطلاق بل ولا تستطيع، لأنها أن رأت النور في التو تتبدد وتتلاشى ولا يعود لها وجود، مثل العُشب الذي سريعاً ما يذبل وييبُس حينما يتعرض لشمس النهار الحارقة:
+ إذا زها الأشرار كالعشب وأزهر كل فاعلي الإثم فلكي يبادوا إلى الدهر (مزمور 92: 7)
+ أيامي كظل مائل وأنا مثل العشب يبست (مزمور 102: 11)
+ صوت قائل نادٍ، فقال بماذا أُنادي: "كل جسد عشب وكل جماله كزهر الحقل. يبس العشب، ذبل الزهر، لأن نفخة الرب هبت عليه، حقاً الشعب عُشب. يبس العشب، ذبل الزهر، وأما كلمة إلهنا فتثبت إلى الأبد. (أشعياء 40: 6 – 7)
ولكن الله المحبة بار عادل، لا يقدر أن يرى صورته تتبدد أو تتلاشى أو تذهب نحو ما لم تُخلق لأجله ويتركها للفناء والضياع الأبدي، فالإنسان محبوبه الخاص، الذي وحده فقط جعله يحظى بصورته الخاصة، ولأجله هيأ الأرض بكل ما فيها لتكون جنته الخاصة ومقرّ سكناه الهادئ في شركة محبة مع من أحبه وخلقه على صورته وجعله مثاله، لذلك بطبيعة الأبوة ظل الله يُلاحق الإنسان بدوام واستمرارية – باحتمال يفوق كل الحدود بصبر عظيم فائق – بندائه الهادئ خلال تاريخ الخلاص كله منذ لحظة سقوطه واختفاءه من محضره الخاص ولقاءه المجيد، إذ ظل يُناديه بلا توقف إلى هذا اليوم قائلاً: أين أنت ؟
"وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار، فاختبأ آدم وامرأته (بعد السقوط) من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة، فنادى الرب الإله: آدم أين أنت" (تكوين 3: 8 – 9)
فهذا النداء هو لي ولك عزيزي القارئ، لأن طالما نحن في معزل عن الله تائهين فأن نداءه سيظل موجه لنا عَبر الأيام والتاريخ، بإلحاح أبوي في المحبة الفائقة المعرفة التي تظهر بإلحاح في أعماق الضمير دون ضجة، لأن الله المُحب مُصرّ إصراراً على خلاص نفوسنا، لذلك الرب قال بفمه الطاهر: "فقال لها يسوع (المرأة التي أُمسكت في ذات الفعل في حالة تلبس): ولا أنا أُدينك أذهبي ولا تخطئي أيضاً"؛ "أنتم حسب الجسد تدينون أما أنا فلستُ أُدين أحداً"؛ "لم آتِ لأُدين العالم، بل لأُخلِّص العالم" (يوحنا 8: 11؛ يوحنا 8: 15؛ يوحنا 12: 47)

فطبيعة الله محبة، يبغض الخطية جداً ولا يقبلها تحت أي حجة أو بند، لكنه يحب الخاطئ لأنه محبوبة الذي وضع فيه صورته، والخطية بطبيعتها حاملة في ذاتها الموت بكل أوجاعه وآلامه وكآبته وأحزانه ويأسه المُدمر للنفس، فالخطية تأكل في كيان الإنسان وتعمل لحساب الموت، فمن يُلازمها تظل تعمل فيه بالغرور والعبودية، إذ أنها تأسره وتذله ذُلاً وتأكل فيه حتى تثمر موت أبدي، لأن طبيعة أجرتها موت:
+ لا يُقسى أحد منكم بغرور الخطية (عبرانيين 3: 13)
+ فأن كنت ما لستُ أُريده إياه أفعل، فلستُ بعد أفعله أنا، بل الخطية الساكنة في؛ ولكني أرى ناموساً آخر في أعضائي يُحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي (رومية 7: 20؛ 23)
+ بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع؛ لأن أجرة الخطية هي موت (رومية 5: 12؛ 6: 23)
+ ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كَمُلت تنتج موتاً (يعقوب 1: 15)
+ كما هو مكتوب: أنه ليس بار ولا واحد. ليس من يفهم، ليس من يطلب الله. الجميع زاغوا وفسدوا معاً، ليس من يعمل صلاحاً، ليس و لا واحد (رومية 3: 10 – 12)
+ أجابهم يسوع: "الحق الحق أقول لكم: أن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية" (يوحنا 8: 34)
+ كل من يفعل الخطية يفعل التعدي أيضاً، والخطية هي التعدي؛ من يفعل الخطية فهو من إبليس لأن إبليس من البدء يخطئ، لأجل هذا أظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس (1يوحنا 3: 4؛ 8)
لكن بالرغم من قوة الخطية الظاهرة في سلطان الموت الذي لم يفلت منه أحد قط: "أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية" (عبرانيين 2: 15)، فعطية الله للإنسان وهبته هي أعظم وأقوى من سلطان الخطية بما لا يُقاس، لأنه لا توجد مقارنة ما بين سلطان الخطية وقوتها وأجرتها، وبين عطية الله وهبته:
+ ولكن ليس كالخطية هكذا أيضاً الهبة، لأنه أن كان بخطية الواحد مات الكثيرون، فبالأولى كثيراً نعمة الله، والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين (رومية 5: 15)
+ وأما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية، ولكن حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جداً، حتى كما ملكت الخطية في الموت هكذا تملك النعمة بالبرّ للحياة الأبدية بيسوع المسيح ربنا (رومية 5: 20؛ 21)
+ لأنكم لما كنتم عبيد الخطية كنتم أحراراً من البرّ، وأما الآن إذ أُعتقتم من الخطية وصرتم عبيداً لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية، لأن أُجرة الخطية هي موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا (رومية 6: 20، 22 – 23)
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أن خبرة حضور الله في حياتنا الشخصية
حضور الله هو خبرة استعلان مجده
حضور الله – خبرة وشركة حياة (الجزء 5)
حضور الله – خبرة وشركة حياة (الجزء 3)
الحضور الإلهي - خبرة وشركة وحياة


الساعة الآن 01:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024