رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غضب المسيح فصنع سوطًا من حبال وطرد الجميع من الهيكل، الغنم والبقر، وكبَّ دراهم الصيارف وقلب موائدهم. وقال لباعة الحمام: ارفعوا هذه من ههنا! ( يو 2: 15 ، 16) إننا نرى في محبة الرب يسوع المسيح لهيب نار متقدة، وغيرة لا يمكنها أن تتحمل أية إهانة تلحق مجد أبيه وبيته. وهذا ما حدث عند زيارة الرب يسوع للهيكل في يوحنا2. لقد كان غضب الرب موجهًا ضد الإهانة التي لحقت ببيت أبيه، ولكنه لم يخطئ في غضبه. والمرء عادةً، عندما يغضب لا يكون متمالكًا لنفسه، ولربما يندفع إلى قول أو فعل خاطئ. لقد غضب موسى عند ماء مريبة لِما رآه في الشعب، ولكنه لم يتصرف حسنًا، وأخطأ إذ فرَّط بشفتيه ( عد 20: 9 - 13؛ مز106: 32، 33). لكن «ربي وإلهي» لم يكن كذلك، فلا ترى منه أبدًا تهورًا أو اندفاعًا. حاشا! لقد لاحظ التلاميذ غيرته، فعندما رأى الشر لم يسكت، لكنه أيضًا لم يفقد حكمته واتزانه. ولاحظ كيف تعامل ”سيدي“ مع المشكلة: لقد صنع سوطًا من حبالٍ، لكنه لم يضرب به أحدًا، بل طرد به الجميع ـ بدون استثناء ـ من الهيكل .. وبالنسبة للغنم والبقر، طردها، ولا خطورة من ذلك .. ودراهم الصيارف كبَّها. وهذه يمكن جمعها بسهولة. أما بالنسبة للحمام، فإنه قال للباعة: «ارفعوا هذه من ههنا!» ولو فعل أكثر من ذلك، لكان ممكن للحمام أن ينزعج ويطير بعيدًا ويستحيل جمعه ثانية، ويضيع على أصحابه. هذا هو الرب يسوع الوديع الحكيم، حينما يغضب! فيا للروعة!! ويا للجمال!! ويا للكمال!! أيها الأحباء. إن الطمع الذي أفسد هيكل الله في أورشليم، قد دخل أيضًا إلى هيكل الله الروحي في المسيحية، بنتائجه المدمرة. وها المعلمون الكَذَبة ـ وما أكثرهم في هذه الأيام ـ «يدسون بدع هلاك.. وهم في الطمع يتّجرون.. بأقوال مُصنَّعة» ( 2بط 2: 1 - 3)، وهم «يظنون أن التقوى تجارة» ( 1تي 6: 5 ). وإني إذا كنت أرى أو أسمع كلمات التجديف المُهينة لشخص ربنا يسوع المسيح ولمجده، ومحاولات التشكيك في صحة الوحي الكامل واللفظي للكتاب المقدس، إن كنت أرى أو أسمع هذه الأمور وأبقى جامدًا ولا تحتد روحي فيَّ، فإني لا أكون في الحالة التي يجب أن تميز المسيحي الذي يحب الرب يسوع ويعتز بمجده وكرامته. إن عدم الغضب في هذه الحالة هو عدم تقدير لمجد وكرامة سيدنا المعبود المبارك. فاغضب ما شئت يا عزيزي المؤمن إن كان هناك داعٍ لهذا، بشرط أن تكون مثله في غضبك. |
|