رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اليوم لقائنا مع شهود الميلاد واليوم نلتقى مع... ((الرعاة))... *وكان فى تلك الكورة رعاة متبدِّين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً ... فقال لهم الملاك لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب أنّه وُلد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب وهذه لكم العلامة تجدون طفلاً مقمًطاً مضجعاً فى مذود ... *و ظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوى مسبّحين الله و قائلين ،المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام و بالناس المسرة ، ولمّا مضت عنهم الملائكة إلى السماء قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض: لنذهب الآن الى بيت لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذى أعلمنا به الرب). *لقد وصل إبن الله إلى الأرض وها السماء تُعلن لسكان الأرض هذا الخبر العظيم ميلاد المسيح. فمَنْ الذين وقع عليهم إختيار السماء لإبلاغهم هذا النبأ العظيم؟ إنهم قوم من البسطاء... *نحن مجموعة رعاة بدأنا نحرس حراسات الليل على رعيّتنا. لكنّ الله لا يأخذ بالوجوه، بل هو يعطى نعمة للمتّضعين ويُحبّ المستقيمى القلوب... +لهذا لم تتّجه السماء بالبشرى إلى رؤساء الكهنة الذين فى أورشليم، ولا إلى أحد من عُلية القوم هناك، بل إلينا نحن قوم مُزدَرَى بنا لا وزن لنا ولا تقدير عند العظماء... *وهكذا فإنّ الله يختار جهّال العالم ليُخزى الحكماء ويختار ضعفاء العالم ليُخزى الأقوياء ويختار الله أدنياء العالم والمزدرَى وغير الموجود ليُبطل الموجود ( 1كو 1: 27 ، 28)... + ليس غريباً أن يكون اللقاء الأول للسماء يوم ميلاد المسيح معنا نحن الرعاة. + فالمسيح هو الراعى الصالح (يو 10 : 11) ورئيس الرعاة (1بط 5: 4) لذلك دعانا إلى لقائه وكنا رمز للرعاة الساهرين على رعية الرب وتميّزنا بعدة صفات وهى... 1-( البساطة).... كان اللقاء معنا ونحن نرعى فى البادية ونبيت فى الصحراء فكانت نفوسنا البسيطة هى أوّل من يتلقّى بشرى الميلاد ، فالقلب البسيط يسمع ويُصدّق الرب حافظ البسطاء " (مز116 :6 ) ... 2- (السهر)... من صفاتنا أيضاً السهر نعم أن يكون الراعى ساهراً (كن ساهراً) (رؤ3: 2)... * فالسهر من صفاتنا ونحن نحرس الخراف التى جاءت من الأمم فى حظيرة الرب فلا تهاجمها الوحوش... كم نحتاج إلى السهر واليقظة الروحية فى حراسة أفكارنا وقلوبنا فلا نحيد عن الرب أو ننام فى الخطية... .فإسهروا على أنفسكم وعلى الرعيّة التى أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التى اكتسبها بدمه (دم المسيح).(أعمال 20:28 ) 3-( الأمانة) ... من السمات الأساسية للراعى أيضاً الأمانة التى بدونها تضِلّ الرعية، لذلك سهرنا على رعيّتنا وجاهدنا من أجلهم والراعى الأمين كثير البركات... "الرجل الأمين كثير البركات" (أم28: 20) وكنا أمناء فى نقل كلام الملائكة وخبرنا بالكلام الذى قيل عن الصبى ، وكل الذين سمعونا تعجّبوا ممّا قيل لهم منا (لو2 : 17 - 18)... 4-( الإيمان)... أسرعنا فى البحث عن يسوع بلا تراخٍ، فقد آمنا بكلمات الملاك وتشاورنا فيما بيننا وقلنا: لنذهب الآن إلى بيت لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذى أعلمنا به الرب، فجئنا مسرعين ووجدنا مريم ويوسف والطفل مضجعاً.... 5- (الطاعة) ... من أبرز سماتنا والتى تجلّت فى سلوكنا إذ حين مضت عنا الملائكة إلى السماء، قلنا لبعضنا البعض لنذهب الآن وننظر هذا الأمر الواقع الذى أعلمنا به الرب وجئنا للطفل يسوع ففرحنا ورجعنا نمجّد الله ونسبّحه على كلّ ما سمعناه ورأيناه كما قيل لنا... 6- (الحنان مع الحزم)... (يرعى قطعانه كالراعى ويجمع صغارها بذراعه يحملها حملاً فى حضنه ويقود مرضعاتها على مهل. ولكن عندما تميل عن الطريق يمدّ عصاه ويجرّها لتمشى مع القطيع. (أش 11: 40 )... 7-( يعرف خاصّته)... أنا الراعى الصالح، أعرف خرافى وخرافى تعرفنى. ( يو 11: 10) ... 8- (يضحّى بنفسه من أجل الخراف) ... أنا الراعى الصالح والراعى الصالح يضحّى بحياته فى سبيل الخراف هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.. (يو 11: 10)... 9- (يُشبع الخراف ويرويها).... وأيضاً من واجباتنا أن نغذّى المؤمنين بكلمة الله وبالحق الإلهى وأن نجسِّد هذا الحقّ فى حياتنا ونعيشه... 10-( يعيشون قدوة للخراف)... واجبنا نحن الرعاة (الصالحين) هو أن نكون قدوة نقتدى براعينا الصالح يسوع المسيح الذى هو المثل الأعلى لنا لمحبّته التى تتوّجت ببذل نفسه من أجل شعبه، فكما أنّ الربّ يرعى شعبه هكذا نحن علينا أن نرعَى المؤمنين ويسهروا عليهم.. *** وأخيراً ..... نرمز إلى الله الآب راعى الرعاة (حزقيال 34: 1-16) +كما نرمز أيضاً إلى الفقراء الناظرين إلى السماء، الذين كانوا ينظرون إلى الملائكة، ولو أنهم كانوا ينظرون إلى أغنامهم، لما رأوا علامة السماء... وهذا مهمّ جداً بالنسبة لرعاة الكنيسة ولكلّ مسيحى ولكلّ صاحب قرار أن ينظروا إلى السماء والى شريعتها الإلهية، والى المحبّة المتجلّية فى عمل الله وكلّ الخلائق ورحمته اللامتناهية لضعفنا وخطايانا، قبل أن يصدروا أحكامهم على من هم مسؤولون عنهم.... +يقول الإنجيل عن هؤلاء الرعاة: ”طوبى لأنقياء القلب فإنّهم يعاينون الله” ( متى 5:8).... لأنّ محبّتنا للمسيح المولود، تخطّت فقرنا والكثير من هموم الحياة التى كانت تثقل كاهلنا، وجعلتنا نتبع كلام الملائكة ونهرع إلى المغارة... “لنجد مريم ويوسف، والطفل مضّجعاً فى المذود ( لو 2:16 ) فأصبحنا أغنياء بالله الذى إفتقر لأجلنا. فبلغنا مع المجوس إلى الذى لا يُبلغ إليه أى إلى الله. فنحن إذن العيون الشاخصة نحو السماء، والمتأملة فى أمورها. نرمز أيضاً إلى المسيح، الراعى الصالح ( يو 10: 11 ) +والى الرسل، الذين هم رعاة العالم. +وكلّ واحد منّا هو راعٍ لإخوته البشر الأحياء معه. فهم إذن، يطرحون علينا السؤال التالى.... +إلى أين تتجّه أنظارنا يا ترى؟ أإلى السماء أم إلى الأرض؟ أإلى الخدمة أم إلى التسلّط؟ إلى الذى يدوم أم على الذى يزول؟ *ونحن بدورنا، إن لم نتخلّ عن ذواتنا، وننطلق مثل الرعاة ، متخلّين عن راحتنا وأنانيتنا الشخصية، لنفتّش عن الطفل الجديد، فلن يتمّ الميلاد فى حياتنا، ولن نرى شيئاً من عجائبه. |
|