|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يرى العلامة أوريجينوس في طقس خيمة الاجتماع أو الهيكل وجود مذبحين، أحدهما منظور والآخر غير منظور. المذبح المنظور هو المذبح النحاسي الذي تُقدَّم عليه ذبائح المُحرَقة، إشارة إلى جهادنا الروحي من أجل الحق الإلهي حتى الموت. فإن كان مسيحنا قدَّم جسده مبذولًا حتى موت الصليب، إنما نُصلَب نحن معه، ونمارس إماتة الجسد خلال محرقة الحب الخالص. أما المذبح الخفي فيدخل إليه رئيس الكهنة في قدس الأقداس الذي يشير إلى السماء والدخول إلى العرش الإلهي. هكذا يُقَدِّم لنا العلامة أوريجينوستفسيرًا رمزيًا لذبيحة المُحرَقة في أعماقه الداخلية كرمزٍ لإماتة الجسد خلال روح الله القدوس الناري، حيث يجحد كل شيءٍ من أجل الحق الإلهي والحب، حاملًا الصليب كسيده بفرحٍ ومسرةٍ، نقتطف منه التالي: v كل واحدٍ منا أيضًا له نفسه ذبيحة مُحرَقة كاملة، وهو نفسه يضيء المذبح الذي لذبيحة المُحرَقة الكاملة حتى تحترق. إن كنت أجحد كل ما لدي (لو 14: 33)، وأحمل صليبي، وأتبع المسيح (مر 8: 34)، أُقَدِّم ذبيحة مُحرَقة كاملة على مذبح الله. أو إذا سلَّمت جسدي حتى الاستشهاد، أُقَدِّم نفسي كذبيحة مُحرَقة كاملة على مذبح الله. إن كنت أحب إخوتي، فأبذل حياتي عن إخوتي (1 يو 3: 16)، إن كنت من أجل البرّ والحق أجاهد حتى الموت (سي 4: 28)، أُقَدِّم ذبيحة مُحرَقة كاملة على مذبح الله. إن كنت أميت أعضائي عن كل شهوة للجسد (كو 3: 5)، إن كان العالم قد صُلِب لي وأنا للعالم (غل 6: 14) أُقَدِّم ذبيحة مُحرَقة كاملة على مذبح الله، وأصير أنا نفسي كاهنًا للتقدمة. |
|