رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخبز الحيّ قال المسيح: أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء . إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا الى الأبد . والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم . يوحنا 6 :51 أن المسيح لم يقدم لنا طعاماً مادياً كالذي قدمه للجموع والذي كان مكوناً من خبز وسمك . لكنه قدم لنا جسده ، "الخبز الذي أنا أعطي هو جسدي " هذا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء ، الخبز الذي يهب حياة ابدية لكل من يأكله ، إن أكل احد هذا الخبز يحيا الى الأبد. ومع ان الخبز طعام اساسي وضروري لا يستغني عنه انسان . إلا انه "ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله متى 4:4 . والمسيح هو كلمة الله المتجسد ، المنّ السماوي الواهب حياة للعالم . إن المسيح الذي به "نحيا ونتحرك ونوجد" . بالنسبة لنا هو خبز حياتنا ، وقوت يومي لارواحنا . لقد قدم المسيح جسده لأجلنا ، واجتاز هذا الجسد جميع المراحل التي تجتاز فيها حبة الحنطة حتى تصبح خبزاً فكما ينبغي أن تدفن حبة الحنطة في التربة وتموت تماماً لكي تأتي بثمر كثير ، هكذا فعل المسيح . لقد مات لكي يأتي بأناس كثيرين الى ملكوت الله . وكما ينبغي ان تُطحن حبة الحنطة بين حجري الرحى ، وتُسحق سحقاً كاملاً لتتحول الى دقيق ، هكذا سُحِقَ المسيح بين حجري غضب الله من فوق لسبب خطيئة البشر التي حملها المسيح بالنيابة عنا وغضب الانسان من تحت ، "وهو مَجروح لأجل معاصينا مَسحوق لأجل آثامنا" اشعياء 53 :5 ، وكما ينبغي ان يمزج العجين ويُضرب ، هكذا امتزج المسيح بالألم وضُرب لأجلنا . وكما يوضع الخبز في النار حتى ينضج ، هكذا الرب يسوع المسيح اجتاز نيران عدل الله فوق الصليب نيابة عن كل من يؤمن به حتى يصبح جسده "مأكل حق" يهب حياة لكل من يأكله. "أي لكل من يدعو المسيح ليدخل الى كيانه" تماماً كما ان الطعام يُحيي اجسادنا عندما يدخل اجوافنا هكذا المسيح يحيي ارواحنا عندما نفتح له قلوبنا ليقيم بها يعطينا حياة ابدية. نحن الأموات روحياً بالذنوب والخطايا، متى تناولنا هذا الخبز الحي (أي آمنّا بيسوع المسيح) ، تدب فينا الحياة الروحية حيث يأتي الينا الروح القدس روح الله ليمكث فينا ويجعلنا أحياء روحياً ، وهذه الحياة لا تنتهي بانتهاء الجسد بل تستمر الى الأبد ، وكلام السيد هنا هو كلام روحي محض وليس حرفي لأن ربنا يسوع قال: "الروح هو الذي يحيي. اما الجسد فلا يفيد شيئا. الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة " . . يوحنا 6: 63 ، فالمسيح المبارك يهبنا الحياة بموته وقيامته لأجلنا باعتباره كحبة الحنطة، اذ مات ودفن وسُحق ومن ثم قام لأجلنا وبحياته فينا يقيمنا من قبور خطايانا ويشبع جوعنا الروحي ويمدنا بحياة مستمرة لا تزول. ان فتح القلب ليسوع ليدخله ويملك فيه بالمحبة والفرح والسلام هو بمثابة أكل جسد المسيح والتغذي به المرموز اليه بفريضة العشاء الرباني الذي يمارسه دورياً وبانتظام المؤمنون بشتى كنائسهم لتذكر ربهم وفاديهم بموته وقيامته المجيدة والتعهد بالمناداة بموت المسيح الى ان يجيء ثانية. ان المسيح يقدم نفسه لكل انسان . سواء كان غنياً ام فقير ، متعلم ام جاهل ، رجلاً ام امرأة ، خاطئاً ام متديناً . رغيف الخبز يشبع الجائع لساعات قليلة يشعر بعدها بالجوع مرة اخرى ، لكن يسوع ، خبز الحياة . يُشبع النفس الى الأبد . فلا تعود فريسة للجوع والحرمان والهلاك الأبدي. لا تحاول ان تشبع نفسك بما يقدمه العالم من ملذّات فهذه ان اشبعت جسدك فلا تشبع نفسك وروحك كقول المسيح ايضاً: " اجاب يسوع وقال لها.كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضا ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد . بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية." يوحنا 4 :13، 14 علينا ان نثق في قوته وقدرته ، وصدق مواعيده ، فهو يهبنا الحياة الأبدية ، وقادر ان يحفظنا ويسدد كل احتياجاتنا . ان الذي اشبع الآلاف بخبزات شعير قليلة يستطيع أن يشبعنا ويسد حاجتنا نحن ايضاً. ما اعظم الفرق بين اطعمة العالم وبين خبز الحياة نقرأ في الكتاب المقدس عن الابن الضال الذي ترك بيت الأب وذهب الى كورة بعيدة حيث بذّر ماله بعيش مسرف ، فابتدأ يحتاج وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله ، فلم يعطه أحد . هذه هي النتيجة الحتمية للارتداد والضلال بعيداً عن بيت الآب . لكن لما رجع الى نفسه، وتذكر حالته الأولى في بيت أبيه والأطعمة الفاخرة التي كان يتمتع بها ، وعندما أيقن خطورة مصيره اذا استمر بعيداً عن ابيه وسوف يهلك جوعاً ، قام وذهب راجعاً معترفاً بخطئه وعدم استحقاقه ، فقبله ابوه فرحاً مسروراً وقال لعبيده : قدموا العجل المسمّن "لوقا 15 :11-24" . ما أعظم الفرق بين خرنوب الخنازير والعجل المسمّن . فإن كان المسيح قد قدم جسده لأجلنا ، أفلا ينبغي أن نقدم نحن أجسادنا ذبيحة حية مقدسة مرضية لله ؟ رومية 12 :1. ألا ينبغي أن نشكره على خبز الحياة العطية التي لا يُعبّر عنها ؟ |
|